واعلموا أن في ملازمة التقوى مراراتٍ من فقد الأغراضِ والمشتهيات، غير أنها في ضرب المثل كالحِميةِ تعقب صحةً، والتخليط ربما جلب موتَ الفجأة، وبالله، لو نمتم على المزابل مع الكلاب في طلب رضا المبتلي، كان قليلًا في نيل رضاه، ولو بلغتم نهاية الأماني من أغراض الدنيا، مع إعراضه عنكم، كانت سلامتُكم هلاكًا، وعافيتكم مرضًا، وصحتكم سقمًا، والأمر بآخره، والعاقل من تلمح العواقب، فصابروا رحمكم الله تعالى هجيرَ البلاء، فما أسرع زوالَه! والله الموفق، إذ لا حول إلا به، ولا قوة إلا بفضله).
من فوائد الحديث:
أولًا: في الحديث التحذير من المعاصي وأنها سبب غضب الله على العبد ومكره به.
ثانيًا: فيه التحذير من الاغترار بتتابع النعم مع المداومة على المعصية، وأن ذلك قد يكون مكرا بالعبد، ومقدمة لهلاكه.
ثالثًا: فيه أن العقوبة على المعصية قد تتأخر، ولكنها لا تتخلف، إذا لم يتب منها صاحبها.
رابعًا: فيه أن الله تعالى يهيئ أسباب الضلال لمن يريد إضلاله، وهذا يوافق مذهب أهل السنة والجماعة في أن الله تعالى يهدي من يشاء ويضل من يشاء.