للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الشيخ ابن عثيمين في معنى الحديث (١): (إذا صنع إليك إنسان معروفًا بمال أو مساعدة أو علم أو جاه، أو غير ذلك، فإن النبي أمر أن تكافئ صانع المعروف، فقال : «من صنع إليكم معروفًا فكافئوه» (٢).

والمكافأة تكون بحسب الحال؛ من الناس من تكون مكافأته أن تعطيه مثل ما أعطاك أو أكثر، ومن الناس من تكون مكافأته أن تدعو له، ولا يرضى أن تكافئه بمال، فإن الإنسان الكبير الذي عنده أموال كثيرة، وله جاه وشرف في قومه، إذا أهدى إليك شيئًا فأعطيته مثل ما أهدى إليك، رأى في ذلك قصورًا في حقِّه، لكن مثل هذا ادع الله له: «فإن لم تجدوا ما تكافئونه، فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه» (٣).

ومن ذلك أن تقول له: جزاك الله خيرًا إذا أعطاك شيئًا أو نفعك بشيء، فإن قلت له: جزاك الله خيرًا، فقد أبلغت في الثناء، وذلك لأن الله تعالى إذا جزاه خيرًا كان ذلك سعادة له في الدنيا والآخرة).

لا تنتظر جزاء على الإحسان:

وكانت عادةُ أمِّ المؤمنين عائشةَ إذا دعَا لها السائلُ أن تُجيبَه بمِثْل ما يدعو لها السائل، ثم تُعطيه من المال ما تُعطيه، فقيل لها: أتُعطينَ السائلَ المالَ وتَدْعينَ له بمِثْل ما يدعو لك؟ فقالت : لو لم أَدْعُ له لَكانَ حقُّه بالدعاء لي أكثرَ من حقِّي بالصدقة، فأدعو له بمِثْل ما يدعو، حتى أُكافِئَ دعاءَه بدعائي؛ لِتَخلُصَ لي صدقتي (٤).


(١) ينظر: شرح رياض الصالحين لابن عثيمين (٦/ ٤٩).
(٢) تقدم تخريجه
(٣) تقدم تخريجه.
(٤) ينظر: المفاتيح في شرح المصابيح للمظهري (٢/ ٥٣٣).

<<  <   >  >>