للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال شيخ الإسلام ابن تيمية (١): (ومن الجزاء أن يطلب الدعاء، قال تعالى ممن أثنى عليهم: ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾ [الإنسان: ٩].

والدعاء جزاء كما في الحديث: «من أسدى إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه به، فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه» (٢).

كانت عائشة إذا أرسلت إلى قوم بصدقة تقول للرسول : اسمع ما يدعون به لنا، حتى ندعوَ لهم بمثل ما دعوا لنا، ويبقى أجرُنا على الله.

وقال بعض السلف : إذا قال لك السائل: بارك الله فيك، فقل: وفيك بارك الله، فمن عمل خيرًا مع المخلوقين سواء كان المخلوق نبيًّا أو رجلًا صالحًا أو ملكًا من الملوك أو غنيًّا من الأغنياء، فهذا العامل للخير مأمور بأن يفعل ذلك خالصًا لله يبتغي به وجه الله، لا يطلب به من المخلوق جزاءً ولا دعاء ولا غيره، لا من نبي، ولا رجل صالح، ولا ملك من الملائكة، فإن الله أمر العباد كلهم أن يعبدوه مخلصين له الدين).

من فوائد الحديث:

الأول: فيه مشروعية الدعاء لمن فعل المعروف حسِّيًّا أو معنويًّا (٣).

الثاني: وفيه دليل على أن صانع المعروف يستحق على من ابتدأه إليه الثناء عليه (٤).


(١) ينظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (١/ ١٨٨).
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) ينظر: تطريز رياض الصالحين لفيصل المبارك (١/ ٨١٩).
(٤) ينظر: التحبير لإيضاح معاني التيسير للصنعاني (٢/ ٥٤٩).

<<  <   >  >>