للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يذكر في مناقب العباد من الاجتهاد المخالف للشرع ينهى عن ذكره على وجه التمدح به والثناء به على فاعله، وقد سبق شرح هذا المعنى في قوله : «الدين يسر» (١).

فإن المراد بهذا الحديث: الاقتصاد في العمل والأخذ منه بما يتمكن صاحبه من المداومة عليه، وأن أحب العمل إلى الله مادام صاحبه عليه وإن قل، وقد روي ذلك في حديث آخر.

وكذلك كان حال النبي ؛ كان عمله ديمة، وكان إذا عمل عملًا أثبته. وقد كان ينهى عن قطع العمل وتركه، كما قال لعبد الله بن عمرو : «لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل» (٢)، وقوله: «إن الله لا يمل حتى تملوا» (٣)، وفي رواية: «لا يسأم حتى تسأموا» (٤)، الملل والسآمة للعمل يوجب قطعه وتركه، فإذا سأم العبد من العمل ومله قطعه وتركه فقطع الله عنه ثواب ذلك العمل؛ فإن العبد إنما يجازى بعمله، فمن ترك عمله انقطع عنه ثوابه وأجره إذا كان قطعه لغير عذر من مرض أو سفر أو هرم).

من فوائد الحديث:

الأول: عدم تحري يوم من الأيام وتخصيصه بصلاة أو صيام، أو عبادة من العبادات، إلا ما صح بذلك عن النبي ؛ كصيام يوم عرفة ويوم عاشوراء، والإثنين والخميس، وأيام البيض وغيرها مما صح به الخبر.


(١) أخرجه البخاري برقم (٣٩) عن أبي هريرة .
(٢) أخرجه البخاري برقم (١١٥٢).
(٣) تقدم تخريجه.
(٤) أخرجه أحمد في المسند برقم (٢٦٠٩٦).

<<  <   >  >>