للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العزيز لولا السنة النبوية لحار الناس في فهمها، ولاختلفت أقوالهم في ذلك اختلافًا كثيرًا، قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (٤٤)[النحل: ٤٤].

فلا يمكن لأحد أن يعرف معاني القرآن على وجه الكمال، ولا أن يدرك شرائع الإسلام على التمام إلا بمعرفة السنة النبوية؛ على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم.

فالسنة تقرر وتؤكد ما جاء في القرآن الكريم، وتفسر ما جاء في القرآن الكريم، وتفصل ما أجمل في القرآن الكريم، وتخصص ما ورد عامَّا في القرآن الكريم، وتقيد ما ورد مطلقا في القرآن الكريم.

كما أنها مصدر مستقل للتشريع، فتأتي بأحكام وتشريعات لم ترد في القرآن الكريم، ولذلك يقول النبي : «ألا وإنِّي أُوتيت الكتابَ ومثلهُ معهُ» (١).

وتُعد السنة النبوية هي الركيزة الأساسية التي ينبني عليها الفقه الإسلامي على اختلاف مذاهبه واتجاهاته، كما قال الناظم:

وكلُّهم من رسولِ اللهِ ملتمسٌ … غَرفًا من البحرِ أو رشْفًا من الدِّيَمِ

وواقفون لديه عند حدِّهمُ … من نُقطةِ العِلمِ أو من شَكْلَةِ الحِكَمِ

فلا يمكن لأحد أن يُحكم العبادات أو المعاملات أو الأحوال الشخصية، أو يعرف الحدود والكفارات وأحكام الجهاد والسياسة الشرعية، إلا بمعرفة حديث النبي والتفقه فيه.


(١) أخرجه أبو داود برقم (٤٦٠٤)، وأحمد في المسند برقم (١٧١٧٤)، وصححه الألباني.

<<  <   >  >>