للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأبسط مثال على ذلك:

فإنه لولا السنة النبوية فمن أين لنا أن نعرف أن الفجر ركعتان، وأن الظهر والعصر والعشاء أربع، وأن المغرب ثلاث؟!.

ومن أين لنا أن نعرف نواقض الوضوء، ومبطلات الصلاة، ومقادير الزكاة، وأحكام الحج المتنوعة التي لم ترد في القرآن؟!.

ومن أين لنا أن نعرف كيفية قطع يد السارق، وشروط القطع، ومتى يدرأ عنه الحد، وكذلك الشأن في بقية الحدود؟!.

ومن أين لنا أن نعرف ما يحل وما يحرم من المعاملات التجارية على وجه التفصيل؟!.

كذلك فإن الحديث النبوي له أهمية كبرى في معرفة العقيدة الإسلامية الصحيحة وفهمها، وذلك لما تضمنه من ذكر أركان الإسلام والإيمان والقضاء والقدر، ونواقض الإسلام، والإخبار عن أمور الغيب، وأشراط الساعة وغير ذلك.

ولولا السنة النبوية لما فهم الناس العقيدة على الوجه الصحيح، فإن القرآن الكريم حمال أوجه، والسنة النبوية هي التي تضبط ذلك وتبين المراد من كلام الله تعالى.

فمثلًا قوله تعالى: ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ﴾ [المائدة: ٦٤]، جاءت السنة لتبين أن: «كلتا يديه يمين» (١) تعالى وتقدس.

قال الخطابي (٢): (ليس فيما يضاف إلى الله تعالى من صفة اليد


(١) أخرجه مسلم برقم (١٨٢٧).
(٢) ينظر: التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقن (٣٠/ ٢٠).

<<  <   >  >>