شمال؛ لأن الشمال محلُّ النقص والضعف، وليس معنى اليد عندنا الجارحة، وإنما هي صفة جاء بها التوقيف، فنحن نطلقها على ما جاءت، وننتهي إلى حيث انتهى بها الكتاب والسنة المأثورة الصحيحة، وهو مذهب أهل السنة والجماعة).
فالسنة هنا بينت أن يديه سبحانه ليس فيهما شمال، وإنما كلتا يديه يمين، وهذا يخرجها عن توهم الجارحة المعروفة لدى البشر، فهذا جزء من عقيدة المسلم، لولا السنة النبوية لتوهم المتوهمون ما لا يليق بالله ﷾.
كذلك فإن للحديث النبوي دورًا كبيرًا في نشأة علم السيرة النبوية، والآداب والأخلاق، والشمائل، حتى علم أصول الفقه، وغير ذلك من العلوم الإسلامية.
ومن هنا كان لدراسة الحديث النبوي وفهم معانيه أهمية كبيرة في معرفة دين الإسلام عقيدة وشريعة، ومعرفة هدي النبي ﷺ، والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه والسير على منهاجه صلوات ربي وسلامه عليه.
ولهذا كله كان لي اهتمام بحديث النبي ﷺ وبخاصة الأحاديث الجامعة التي فيها دلائل متعددة على عظمة الإسلام وسمو تشريعاته، وعلى عظمة النبي ﷺ وكمال صفاته.
فكنت كلما مررت بحديث من هذه الأحاديث قيدته، مع ما أسمعه من شرح عليه من علماء الحرم المكي وغيرهم، أو ما أقرأه من كتب شروح الأحاديث، فاجتمع عندي شيء لا بأس به من الأحاديث، مع شرح بسيط لها.
ثم طلب مني الابن صالح طباعة هذه الأحاديث مع شرحها، فاعتذرت عن ذلك، لعدم ترتيبها ولاختلاط صحيحها بسقيمها، فلما أصر على ذلك وافقت على أن يُعتنى بهذه الأحاديث ويعاد ترتيبها ويكمل شرحها ويقتصر على