للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جميع اعمال دمشق. فخرج وتسلّم العزيز القلعة ودخلها وأقام بها أياما ثم سلّمها الى عمّه الملك العادل وعاد الى مصر فسار الأفضل الى صرخد. وفي سنة ثلث وتسعين ملك العادل يافا من الفرنج وملك الفرنج بيروت من المسلمين.

وفي سنة اربع وتسعين توفّي عماد الدين زنكي بن مودود بن زنكي بن اقسنقر صاحب سنجار ونصيبين والخابور والرقّة وملك بعده ابنه قطب الدين محمد وملك نور الدين مدينة نصيبين. وفيها قصد خوارزمشاه بخارا وكان قد ملكها الخطا فنازلها وحصرها وامتنع أهلها منه وقاتلوه مع الخطا لما رأوا من حسن سيرتهم معهم حتى انهم أخذوا كلبا اعور وألبسوه قباء وقلنسوة وقالوا: هذا خوارزمشاه. لأنه كان اعور. وطافوا به على السور ثم القوه في منجنيق الى العسكر وقالوا: هذا سلطانكم. فلم يزل هذا دأبهم حتى ملك خوارزمشاه البلد بعد ايام يسيرة عنوة وعفا عن اهله واحسن إليهم.

وفيها حصر الملك العادل ابو بكر بن أيوب قلعة ماردين في شهر رمضان وكان صاحبها حسام الدين يولق ارسلان صبيّا فسلّم بعض أهلها الربض بمخامرة فنهب العسكر أهلها نهبا قبيحا فلما تسلّم العادل الربض تمكّن من حصر القلعة وقطع الميرة عنها وبقي عليها الى ان رحل عنها سنة خمس وتسعين. وفي سنة خمس وتسعين في العشرين من المحرّم توفّي الملك العزيز صاحب مصر وأرسل الأمراء من مصر الى الأفضل أخيه يدعونه إليهم ليملّكونه لأنه كان محبوبا الى الناس يريدونه فدخل الى مصر وملكها.

وفي سنة ستّ وتسعين سار العادل فنزل على القاهرة وحصرها فأرسل الأفضل اليه في الصلح فتقرّر ان يسلّم الديار المصرية الى عمّه ويأخذ العوض عنها ميّافارقين وحاني وجبل جور [١] وتحالفوا على ذلك. وخرج الأفضل من مصر وسار الى صرخد وأرسل من يتسلّم ميّافارقين وحاني وجبل جور فامتنع نجم الدين أيوب بن الملك العادل من تسليم ميّافارقين وسلّم ما عداها. فردّدت الرسل في ذلك والعادل يزعم ان ابنه عصاه. فامسك الأفضل عن المراسلة في ذلك لعلمه ان هذا فعله بأمر العادل. وفيها في شهر رمضان توفّي خوارزمشاه تكش بن ارسلان وولي ملك خوارزم بعده ابنه قطب الدين محمد ولقّب علاء الدين لقب أبيه. وفي سنة سبع وتسعين في شهر رمضان ملك ركن الدين سليمان بن قلج ارسلان مدينة ملطية وكانت لأخيه معزّ الدين قيصر شاه فسار اليه وحصره أياما وملكها وسار منها الى ارزن الروم وكانت لولد الملك


[١-) ] حاني مدينة بديار بكر والنسبة إليها حنوي. وجبل جور اسم لكورة كبيرة متصلة بديار بكر من.
نواحي ارمينية.
ابن العبري- ١٥