للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد بن صلتق [١] وهم بيت قديم قد ملكوا ارزن الروم. فلما قاربها ركن الدين خرج صاحبها اليه ثقة به ليقرّر معه الصلح على قاعدة يؤثرها ركن الدين فقبض عليه واعتقله عنده وأخذ البلد وهذا كان آخر اهل بيته الذين ملكوا. وفيها حصر الملك الظاهر واخوه الملك الأفضل ابنا صلاح الدين مدينة دمشق وهي لعمّهم الملك العادل وعادوا الى تجديد الصلح على ان يكون للظاهر منبج وافامية وكفر طاب والمعرّة ويكون للأفضل سميساط وقلعة نجم وسروج ورأس عين وجملين [٢] . وسار الظاهر الى حلب والأفضل الى سميساط ووصل العادل الى دمشق. وفي سنة تسع وتسعين وخمسمائة في المحرّم سيّر الملك العادل عسكرا مع ولده الملك الأشرف موسى الى ماردين فحصروها وشحنوا على أعمالها وأقام الأشرف ولم يحصل له غرض. فدخل الملك الظاهر بن صلاح الدين صاحب حلب في الصلح بينهم وأرسل الى عمّه العادل في ذلك فأجاب اليه على قاعدة ان يحمل له صاحب ماردين مائة وخمسين ألف دينار فجاء صرف الدينار احد عشر قيراطا من اميري ويضرب اسمه على السكة ويكون عسكره في خدمته ايّ وقت طلبه.

وفيها وهي سنة ألف وخمسمائة واربع عشرة للإسكندر كان ابتداء دولة المغول وذلك ان في هذا الزمان كان المستولي على قبائل الترك المشارقة اونك خان وهو المسمّى ملك يوحنا من القبيلة التي يقال لها كريت وهي طائفة تدين بدين النصرانية وكان رجل مؤيّة من غير هذه القبيلة يقال له تموجين ملازما لخدمة اونك خان من سنّ الطفولية الى ان بلغ حدّ الرجولية وكان ذا بأس في قهر الأعداء فحسده الأقران وسعوا به الى اونك خان وما زالوا يغتابونه عنده حتى اتهمه بتغيّر النية وهمّ باعتقاله والقبض عليه. فانضمّ اليه غلامان من خدم اونك خان فأعلماه القضية وعيّنا له الليلة التي فيها يريد اونك كبسه وفي الحال امر تموجين اهله باخلاء البيوت عن الرجال وتركها على حالها منصوبة وكمن هو مع الرجال بالقرب من البيوت. وفي وقت السحر لما هجم اونك وأصحابه على بيوت تموجين لقيها خالية من الرجال وكرّ عليه تموجين وأصحابه من الكمين وأوقعوا بهم وناوشوهم القتال واثخنوا فيهم وهزموهم وحاربوهم مرّتين حتى قتلوه وإبطاله وسبوا ذراريّة.

وفي اثناء هذا الأمر ظهر بين المغول امير معتبر كان يسيح في الصحارى والجبال في وسط الشتاء عريانا حافيا ويغيب أياما ثم يأتي ويقول: كلّمني الله وقال لي ان الأرض


[١-) ] ويروى: صيق وهو تصحيف. ويروى صليق.
[٢-) ] ويروى: حملين.