للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن قالوا: هذا شيء لا نفعله ولا يصح ادعاؤه علينا، قلنا: إنما ننكر الشيء حيث يوجد، ونحن لم نعين أحدا في الأمر، وأيضا فقد سألت بعض من هو متعلق بهذه الطائفة فأخبرني بذلك أنه واقع، وأنهم يستأذنون في ذلك بلفظ (الفقراء يمشون في ضروراتهم)، ولكن قد يختلف حال مشيختهم في ذلك كغيره، فيكون منهم من يرى ذلك وهو كما ذكرناه، ومنهم من لا يراه، وهو أقرب للحق، وأبعد من الباطل، والله أعلم.

...

٣٤ - فصل

في استئذانهم على من أتوه بالتسبيح.

بحيث أن أحدهم يقف بالباب، ثم يقول: سبحان الله مرات، فإن أذن له وإلا رجع، وهذه بدعة صريحة، إذ قد أماتت سنة ثابتة عن رسول الله (ص)، هي قوله في الاستئذان: "سلام عليكم أأدخل؟ ثلاثا" (١) فإن أذن له وإلا رجع، ويتمهل في ذلك بينها، فأبدلوا ذلك بالتسبيح، مع اعتقادهم أن ذلك أفضل، لكونه ذكرا، ولا أفضل من العمل بالسنة، ثم لا تأتي البدعة إلا بشر، ومنه الإخلال بحرمة التسبيح عند وجود المقابلة بالنقيض، وسبب ذلك من استعماله في غير محله، فقد وقع لبعض الناس منهم أنه استأذن على صاحب لهم بذلك، فقالت امرأته في جوابها: مشى يطول الحمارة، فانظر هذا الجواب ما أشنعه في مقابلة أرفع الأمور وهو


(١) هذا اللفظ كما في أبي داود ٤/ ٣٤٥، علمه النبي (ص) الرجل الذي قال عند الاستئذان: ألج؟ فقال: "قل: السلام عليكم أأدخل"، وفي الصحيح من حديث أنس (ض)، أن رسول الله (ص) كان إذا سلم سلم ثلاثا، وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا، وقال (ص): "إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له، فليرجع"، البخاري مع فتح الباري ١٣/ ٢٦٣، ومسلم ٣/ ١٦٩٤ و١٦٩٦، وفي حديث عمر (ض)، أنه أتى النبي (ص) وهو في مشربة له (حجرة)، فقال: السلام عليكم يا رسول الله، أيدخل عمر؟، أبو داود ٤/ ٣٥٢ حديث رقم ٥٢٠١.

<<  <   >  >>