للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفضلاء من أهل بلادنا يقول: سأل رجل الشيخ الفقيه الإمام العالم مفتي المسلمين أبا عيسى بن علال (١) عن رؤوس الأنامل مشيرا إلى المبالغة، فأجابه الشيخ رحمه الله بأن قال: اللقيمة يا أبا عبد الله اللقيمة، يشير إلى الورع في المطعم والمشرب، وكثير من المتدينين يصب الماء في أذنيه فيضر نفسه.

فأما وسوسة زوال النجاسة فلا حديث على أهلها، والقاعدة الكلية في هذا الباب أن الله سبحانه إنما يطالبنا بما نعلمه بوجه صحيح أو غالب ظن، ولم يأمرنا بتحصيل الأشياء في علمه إذ لا وصول لنا إليه، وبالله التوفيق.

...

١٠٤ - فصل

في الصلاة

من الجهالات الواقعة لهم فيها، مزاحمة الأوقات، وإن كان أول الوقت مطلوب، فمقدار الطهارة معتبر، وكذا الأذان ونحوه.

وقد قال (ص) لبلال: ((اجعل بين أذانك وإقامتك مقدار ما يفرغ الآكل من أكله، والمتطهر من طهارته)) (٢) الحديث.

ومن ذلك التراخي بها إلى حد الفوات، فقد قال (ص): ((تلك صلاة المنافقين، يقعد أحدهم، حتى إذا كانت الشمس بين قرني الشيطان نقر أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا)) (٣) الحديث، وفي الحديث: ((أول الوقت


(١) ابن علال هو أبو مهدي عيسى بن علال المصحودي شيخ الجماعة بفاس (ت ٨٢٣ هـ) شجرة النور الزكية ص ٢٥١ ونيل الابتهاج ص ١٩٣.
(٢) رواه الترمذي ١/ ٣٧٣ رقم ١٩٥، وقال: إسناده مجهول والحاكم في المستدرك وإسناده ضعيف، قال الحافظ في الفتح ٢/ ٢٤٦: وله شواهد عن أبي هريرة وسلمان وأبي، وكلها واهية.
(٣) خرجه مسلم رقم ٦٢٢ من حديث أنس (ض) مرفوعا.

<<  <   >  >>