للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو إلا ذكر وقرآان مبين} (١) ثم قال: بارك الله فيك يا نفسي، أقررت بالحق وخصصت له، فقالت: الحق أحق أن يتبع، وصدق والله سلمان (ض).

ورضي الله عن أبي مدين حيث قال: لا يكون المريد مريدا حتى يجد في القرآن كل ما يريد، هذا مقام المريد، فما ظنك بالعارف، هل يعرج على كلام غير كلام سيده (٢) انتهى، وبانتهائه انتهت مخاطبته لنفسه في باب السماع، وهو عجيب.

...

١٠٠ - فصل

ثم قال رحمه الله: وكل من سمع من الشيوخ فهو على أحد أمرين:

إما قبل أن تحصل له مرتبة التمكين، فالسماع عندنا حرام في ذلك الوقت، أو يسمع بعد التمكين بشروطه المعروفة التي قد ذكرناها في غير هذا الموضع (٣) ويعلم من هذا أنه قد نزل من المقام إلى ما هو أسفل منه وأدنى، بخط نفسي، قال: ولهذا قلنا في حق بعض من لقيناه من المشايخ، وكان يولع بالسماع، وكان قبل ذلك لا يقول به، فسئلنا عنه فقلنا: الشيخ متمكن ومقام السماع نازل، وحظه النفس، فما هو الشيخ - والله أعلم - إلا


(١) يس ٦٩.
(٢) قال عبد الله بن مسعود (ض): لا يسأل أحدكم عن نفسه إلا القرآن، فإن كان يحب القرآن فهو يحب الله، وإن كان يبغض القرآن فهو ييغض الله ورسوله، وقال عثمان (ض): لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من كلام ربنا، الفرقان ص ٧٨.
(٣) ذكر المؤلف في (مختصر النصيحة الكافية) ثلاثة شروط للسماع: وجود الزيادة به في الإيمان، والسلامة مما ينكره ظاهر الشرع، كالاجتماع مع النساء وسماعهن وإسماعهن مما يوجب تحريك الشهوة عندهن، وكذلك المردان من الأحداث، ألا يكون مقصودا على غير وضعه من غير رقص ولا صراخ ولا إساءة أدب في الذكر وغيره، مع كون ذلك مرة في مدة، ولا يحضره مقتدى به إلا متخفيا، ثم قال: والصواب في هذا الزمان تركه لما فيه من المفاسد، إذ أهله اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وانظر الرسالة القشيرية ص ٥٢.

<<  <   >  >>