للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاعرف هذه الجملة حقها، واعتقد الخير في الكل مع اتباع الشرع في الكل، تجد السلامة مع الكل، وبالله التوفيق.

...

٥١ - فصل

فيما يصنع من ادعيت له المشيحة وليس بأهل لها، ويخاف على

من تعلق به أن يهلك في اتباع الجهلة، أو يتبطل جملة، لظنهم

توقف الأمر على الشيخ مع اعتقادهم فقد هذه المرتبة، وهو مما

عمت به البلوى في هذه الأزمنة.

اعلم أن كل من اعتقد جهة رأى مشيختها، وظن أنها توصله، فيتعين على من اعتقد له ذلك، ولم ير نفسه أهلا لذلك، ولم يجد محيصا عنه، خمسة أمور:

أولها: أن يبين لمن تعلق به حال نفسه، وأنه ليس بشخ ولا يصلح للمشيخة، ويظهر له دلائل ذلك من نفسه بما يسلمه ولا يرده حسب إمكانه (١) ويدله على من يصلح لذلك إن علمه ممكنا له، فإن أبى دخل معه على الأخوة الخاصة التي تقتضي وجود النصح بغاية الوسع وإسقاط الحق والكلفة، ويعامله بذلك، ويدعه وما اعتقد من مشيخة أو غيرها، لينتفع باعتقاده ويستريح معه في أخوته، فإنه متى نزل لاعتقاد المساواة لم ينتفع به، كما أنه إذا اعتقد الآخر وجود المشيحة تعدى في التصرف، فافهم.

الثاني: تزله منزلة نفسه في الشفقة على دينه ودنياه، فلا يتركه لتساهل في الدين ولا لتضييق على النفس، ولا لتوسيع عليها، ولا لمخل بمروءة، ولا لتضييع في دنيا، ولا لإضرار في الحال، بل يكون مرآة له، يريه حسنه من سيئه، ليحمد الله تعالى على الحسن ويجد فيه، ويأنس به، ويستغفر من


(١) في هامش ت ٢ عبارة: (لعله: ويوده حسب إمكانه).

<<  <   >  >>