للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧١ - فصل

في الاشتغال بعلم المغيبات، وتحصيلها بطرق الكسب

من أحكام النجوم والفال والقرعة والسانح والبارح

وعلم الكتب والرمل ونحو ذلك

وهذا الفن هو مفتاح كل فتنة في الدنيا والدين، وقل من تعلق به فأفلح، لأن مرجعه إلى الكهانة، وهي ضد الحق، وقد قال (ص): ((من أتى عرافا ليسأله، فقد كفر بما أنزل على محمد)) (١) يعني: إن اعتقد اطلاعه على الغيب، وإلا فكفر دون كفر.

قال العلماء: وقرعة الطيور والدوائر والأنبياء ونحوها من باب الاستقسام بالأزلام، وبالغوا في ذلك إلى أن عدوا منه الاستفتاح في المصحف، وحكاية الوليد العاصي (٢)، في تمزيقه بسبب ذلك معلومة، وقوله (ص): ((كان نبي من الأنبياء يخط، فمن وافق خطه خط ذلك النبي فذلك)) (٣) الحديث، إشارة


(١) خرجه الحاكم في المستدرك ١/ ٨، من حديث أبي هريرة (ض)، قال: قال رسول الله (ص): ((من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه فيما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد (ص))) وقال الحاكم: صحيح على شرطهما، ورافقه الذهبي، وفي صحيح مسلم ٤/ ١٧٥١ من حديث صفية عن بعض أزواج النبي (ص)، عن النبي (ص) قال: ومن أتى عرافا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة)).
(٢) هو الوليد بن يزيد نسبوا إليه أنه استفتح المصحف فوقع على قوله تعالى: {وخاب كل جبار عنيد} فرمى المصحف بالسهام ومزقه، انظر تاريخ ابن خلدون ٣/ ١٣٢.
(٣) خرجه مسلم ٤/ ١٧٤٩، من حديث معاوية بن الحكم السلمي (ص)، قال: (... ومنا رجال يخطون؟)، قال النبي (ص): ((كان نبي من الأنبياء يخط، فمن وافق خطه فذاك))، والصحيح أن معناه: من وافق خطه فهو مباح له، وإذا لم يوافق فهو حرام، فيكون الخط - وهو علم الرمل - حرام، لأنه لا يباح إلا بحصول الموافقة لخط ذلك النبي على وجه متيقن، وهو مما لا سبيل لنا إلى معرفته، ولم يقل (ص) في الجواب: إنه حرام، حتى لا يظن أن التحريم يعم خط ذلك النبي أيضا، انظر شرح النووي على صحيح مسلم ٥/ ٢٣.

<<  <   >  >>