قال في الحكم: لا تزكين واردا حتى تعرف ثمرته، فليس المراد من السحابة الأمطار، وإنما المراد منها وجود الإثمار، انتهى، وهو عين الحق والصواب.
الخامس: تجنب إظهاره وإظهار محبته، بل نفيها رأسا، والإبعاد منه بالغاية، والإنفار ممن يقول به ويراه دينا قيما، وبيان ذلك للحاضرين، وإظهار معايبه لهم حتى يزهدوا فيه، وسيأتي من ذكرها، وما زلت أحذر الأصحاب من الاقتداء بي في خمسة أمور (١):
أحدها: العمل بالسماع وأقبحه في عيونهم.
الثاني: التوسع في الأكل صفة ومقدارا، فإن ذلك إساءة أدب.
الثالث: مخالطة كل أحد ومباسطته وذلك هجنة وقلة مروءة.
الرابع: كثرة المزح والانبساط والتوسح في الكلام، لأنه يجر إلى الشر والنقص.
الخامس: النظر في كتب الدقائق والعمل عليها دون غيرها، فإني لا أفعل ذلك والله عن روية ولا اختيار، وما كتبت التحذير منه هاهنا، إلا لئلا أجعل حجة فيه، وبالله التوفيق.
...
٩٠ - فصل
في ذكر شيء من المواجيد والخواطر
فإن النفوس ترتاح إليها، والحاجة ماسة لها في حق كل مريد صادق.
لا يخلو المريد في حال وجده بالسماع ونحوه من أن يغيب عن