للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثالث: أنه يصير شواشا (١) لمعتزلي، وربما وقع في بعض مهاويه ينظر كتابه، أو وقع غيره بسببه، انظر ابن أبي جمرة في حديث البيعة أول الكتاب.

فإن قالوا: الاستئذان أمر عادي، فلا يدخله الابتداع على المعول عند الأئمة المحققين، كالمآكل والمشارب والملابس ونحوها، والتسبيح عبادة جعلناها في محل العادة، فكانت أولى، لا سيما وقد ورد توقيع ذلك في التعجب والإنكار، ونحوهما، كقوله تعالى: {سبحانك هذا بهتان عظيم} (٢) وقوله (ص): "ماذا أنزل الليلة من الفتن" (٣) وقوله (ص): "سبحان الله أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم" (٤) وحديث: "من نابه شيء في صلاته فليبسح" (٥) فجعل التسبيح علما للتنبيه على السهو، قلنا: لو لم يفهم من فعلكم هذا أنه من صلب الدين، ولم يثبت في محله سنة ماضية، ولم يكن بالاشتراط والمشارطة، وعلى مفارقة ما ورد في الأحاديث لكان له وجه، والمواضع التي وقع فيها إنما هو التنبيه على معناه المضمن بها عند من تأمله، وشرح ذلك يطول، وبالله التوفيق.

...


(١) أي: مقدما على الجماعة.
(٢) النور ١٦.
(٣) لفظ الحديث، في الصحيح من رواية أم سلمة (ض)، قالت: استيقظ رسول الله (ص) ذات ليلة، فقال: "سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الفتن؟ وماذا فتح من الخزائن؟ أيقظوا صواحب الحجر - أي: زوجاته (ص) - رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة". البخاري مع فتح الباري ١/ ٢٢١، والموطأ ٢/ ٩١٣.
(٤) حديث محمود بن لبيد في الرجل الذي طلق امرأته ثلاث تطليقات جميعا فقام النبي (ص) غضبان ثم قال: "أيلعب بكتاب الله ... إلخ"، خرجه النسائي ١/ ١١٦ وغيره، وليس فيه لفظ: سبحان الله.
(٥) لفظ) الحديث في البخاري: "من نابه شيء في الصلاة فليقل: سبحان الله". انظر البخاري مع فتح الباري ٣/ ٣٥٠.

<<  <   >  >>