(٢) الكلام محل نظر، فإن الذي جمع فيها جزءا خاصا هو الحافظ المنذري، كما قال الحافظ في فتح الباري ١٣/ ٣٩٢ والصنعاني في سبل السلام ٤/ ٢١٩، وكذلك البخاري له جزء خاص في رفع اليدين، وأفرد لها البخاري في الأدب المفرد بابا، ولخص الحافظ في فتح الباري ١٣/ ٣٩٢ الأحاديث الواردة في رفع اليدين وبين من خرجها وصححها، وقول المؤلف: جمع فيها - أي: الحافظ - تسعة أحاديث في جزء، يرد عليه أن ما ذكره الحافظ في فتح الباري فقط يربو على هذا العدد، وأن النووي في شرح مسلم قال: هي أكثر من أن تحصى، وقد جمعت منها نحوا من ثلاثين حديثا من الصحيحين أو أحدهما، وذكرتها في أواخر باب صفة الصلاة من شرح المهذب. (٣) خرج الحافظ في بلوغ المرام ٤/ ٢١٩ حديث سلمان، قال رسول الله (ص): ((إن ربكم حيي كريم، يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يرده صفرا))، وقال: خرجه الأربعة إلا النسائي، وصححه الحاكم، والحديث في سنن الترمذي ٥/ ٥٥٧، وفي صحيح أبي داود رقم ١٣٢٠، وأما حديث أنس: لم يكن النبي (ص) يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء وهو صحيح، فالمراد به المبالغة في الرفع، وأن هذه المبالغة لم تقع إلا في الاستسقاء، انظر فتح الباري ٣/ ١٧١ و١٣/ ٣٩١ وسبل السلام ٤/ ٢١٩، وصفة رفع اليدين قال النووي: قال جماعة من علمائنا وغيرهم: السنة في كل دعاء لرفع البلاء أن يرفع يديه جاعلا ظهور كفيه إلى السماء، وإذا دعا بسؤال شيء وتحصيله أن يجعل كفيه إلى السماء، والدعاء لرقع البلاء مثل دعاء الاستسقاء يرفع القحط، فقد جاء في حديث أنس عند مسلم أن النبي (ص) استسقى، فأشار بظهر كفيه إلى السماء، انظر مسلم بشرح النووي ٦/ ١٩٠، وفي المدونة: ويختص الرفع أي رفع اليدين بالاستسقاء، ويجعل بطونهما إلى الأرض.