للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قسم يجب الوفاء به لحسنه وتحريره، وقسم يحرم الوفاء به لقبحه وتغييره، وقسم يتوقف فيه لتراجعه واشتباهه، فأما الأول فمداره على عشرة أمور:

أولها: إدمان الوضوء لأنه ينور القلب، وينور الوجه، ويحبب الملائكة، ويوسع الرزق والخلق، ويكون عده من البلاء، وسببا في حضور القلب في الصلاة، إذ الحضور فيها بقدر الحضور فيه إلى غير ذلك.

الثاني: الركوع كلما توضأ إلا أن السنة ركعتان والتحديد بأربع فيه ما فيه، وقد روى أن الله تعالى يقول: "من أحدث ولم يتوضأ فقد جفاني، ومن توضأ ولم يصل فقد جفاني، ومن توضأ وصلى ولم يدع فقد جفاني، ومن توضأ وصلى ودعاني ولم أستجب له فقد جفوته، ولست برب جاف" (١) الحديث.

الثالث: صلاة الجماعة والمواظبة عليها، لأنها العصمة من كل سوء، وقد قال رسول الله (ص): "صلاة الجمع تفضل صلاة الرجل في داره وفي سوقه بخمس وعشرين جزءا" (٢) وقال: (ص) "من صلى الصبح قي جماعة لم يزل في ذمة الله حتى يمسي (٣) فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء" (٤) الحديث.


(١) ذكره الصغاني في الموضوعات ص ١٢، ونقل ذلك العجلوني في كشف الخفاء ٢/ ٣١٠.
(٢) لفظ الحديث في الصحيح: "صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسا وعشرين ضعفا ... "، البخاري مع فتح الباري ٢/ ٢٧٥.
(٣) زيادة من خ: "ومن صلى العشاء في جماعة لم يزل في ذمة الله حتى يصبح"، والظاهر أنه سهو، فإن صلاة العشاء لا ذكر لها في هذا الحديث.
(٤) لفظ الحديث في صحيح مسلم ١/ ٤٥٤: "من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فيدركه، فيكبه في نار جهنم"، وليس فيه ذكر صلاة العشاء، وأورد المؤلف الحديث في (مختصر النصيحة الكافية ص ٥) وذكر فيه لفظ (العشاء) أيضا، ومما ذكره المؤلف هناك من فوائد المحافظة على الصبح والعشاء في الجماعة قوله: ذكر بعض العلماء عن بعض السجانين أنه كان يسأل مدة أربعين عاما من يساق إليه عن هاتين الصلاتين فلم يجد أحدا ممن دخل عنده صلاهما في تلك الليلة في جماعة، قال المؤلف: وقد سألت كثيرا ممن يقع له المصائب والدواهي فأجده مفرطا في هاتين الصلاتين، وما وجدت أحدا قط أصابته شدة أو مصيبة كبيرة ممن صلاهما، وما فاتني منهما ركعة قط إلا رأيت أثرها في يومي.

<<  <   >  >>