للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال إبراهيم الخواص (١) (ض): دواء القلب ثلاثة (٢)،: خلاء البطن، وتلاوة القرآن بالتدبر، والتضرع عند السحر وقيل: يا رسول الله أي الدعاء أسمع، قال: "أدبار المكتوبة، وجوف الليل الآخر" (٣) لكن قد يقال: عملنا بقوله (ص): "من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" (٤) وهي شبهة قائمة ولكن نصوص الشريعة ومقاصد الشارع معتبرة في العموم، ويرجع بغيرها إلى خواص الأشخاص والأوقات.

فأما التعرض بها للأغراض والحوائج والتجاهي بها والتمييز بذكرها، فمن حيث صورته لا يليق، ومن حيث حقيقته معتبر بالنية ولكل شيء وجه، ولكن السنة خير كلها والسلف خير منا وأحرص على الخير، وقد كانوا (عمال) (٥) أنفسهم (٦) ولم يكن عندهم شيء من ذلك مع احتياج الوقت لله، من جهة مناصات الكفار، والتبكيت عليهم، وإشاعة أمر الدين، ولكنهم لم يفعلوا شيئا من ذلك، وهم


(١) إبراهيم بن إسماعيل الخواص، من أقران الجنيد (ت ٢٩١) الطبقات الكبرى ١/ ٨٣.
(٢) صوابه خمسة وليس ثلاثة بإضافة قيام الليل ومجالسة الصالحين، انظر طبقات الأولياء ص ١٧.
(٣) في الترمذي ٥/ ٥٢٦ من حديث أبي أمامة (ض)، قال: يا رسول الله (ض): أي الدعاء أسمع؟ قال: "جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبة"، قال الترمذي: هذا حديث حسن، ومعنى أسمع: أي أقرب إلى الإجابة، وذكر الحافظ في الفتح ١٣/ ٣٨٢ الأحاديث الدالة عنى الدعاء عقب الصلوات، ورد على من زعم أنه لم يكن من هدي النبي (ص).
(٤) خرجه البخاري في التاريخ الكبير ٢/ ١١٥ من حديث عمر مرفوعا، وفيه صفوان بن أبي الصهباء، قال الحافظ في التقريب ص ٢٢٧: مقبول، واختلف فيه قول ابن حبان، أي أنه ذكره في الثقات وفي الضعفاء، وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ١/ ٣٠٢ بعد أن عزا الحديث إلى البخاري في التاريخ، والبزار في المسند، والبيهقي في شعب الإيمان، قال: وفيه صفوان بن أبي الصهباء - وتحرفت النسخة المطبوعة إلى (أبي الصفاء)، ذكره ابن حبان في الضعفاء وفي الثقات.
(٥) في ت ١: (أعمال).
(٦) يعني في مهنة أنفسهم.

<<  <   >  >>