فَمَا الْعِصْمَةُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: السَّيْفُ، قَالَ: قُلْتُ: وَهَل بَعْدَ هَذَا السَّيْفِ بَقِيَّةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، تَكُونُ إِمَارَةٌ عَلَى أَقْذَاءٍ، وَهُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: ثُمَّ تُنْشَأُ دُعَاةُ الضَّلَالَةِ، فَإِنْ كَانَ ِللهِ يَوْمَئِذٍ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةٌ، جَلَدَ ظَهْرَكَ، وَأَخَذَ مَالَكَ، فَالْزَمْهُ، وَإِلَاّ فَمُتْ وَأَنْتَ عَاضٌ عَلَى جِذْلِ شَجَرَةٍ، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: يَخْرُجُ الدَّجَّالُ بَعْدَ ذَلِكَ، مَعَهُ نَهَرٌ وَنَارٌ، مَنْ وَقَعَ فِي نَارِهِ، وَجَبَ أَجْرُهُ، وحُطَّ وِزْرُهُ، وَمَنْ وَقَعَ فِي نَهَرِهِ، وَجَبَ وِزْرُهُ، وَحُطَّ أَجْرُهُ، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: ثُمَّ يُنْتَجُ الْمُهْرُ، فَلَا يُرْكَبُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ.
- الصَّدَع من الرجالِ؛ الضرب.
وقوله: فَمَا الْعِصْمَةُ مِنْهُ؟ قَالَ: السَّيْفُ) كان قَتَادَة يضعه على الرِّدَّة، التي كانت في زمن أَبي بَكْر.
وقوله: إِمَارَةٌ عَلَى أَقْذَاءٍ) يقول: على قذًى.
و (هُدْنَةٌ) يقول: صُلْح.
وقوله: عَلَى دَخَنٍ) يقول: على ضغائن.
قيل لعَبْد الرَّزَّاق: ممن التفسير؟ قال: من قَتَادَة، زعم.
- رواية نَصْر بن عاصم، قال: أَتَيْتُ اليَشْكُرِيَّ فِي رَهْطٍ مِنْ بَنِي لَيْثٍ، قَالَ: فَقَالَ: مَنِ الْقَوْمُ؟ قَالَ: قُلْنَا: بَنُو لَيْثٍ، قَالَ: فَسَأَلْنَاهُ وَسَأَلَنَا، ثُمَّ قُلْنَا: أَتَيْنَاكَ نَسْأَلُكَ، عَنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ أَبي مُوسَى قَافِلِينَ، وَغَلَتِ الدَّوَابُّ بِالْكُوفَةِ، فَاسْتَأْذَنْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي أَبَا مُوسَى، فَأَذِنَ لَنَا، فَقَدِمْنَا الْكُوفَةَ بَاكِرًا مِنَ النَّهَارِ، فَقُلْتُ لِصَاحِبِي: إِنِّي دَاخِلٌ اَلْمَسْجِدَ، فَإِذَا قَامَتِ السُّوقُ خَرَجْتُ إِلَيْكَ، قَالَ: فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا فِيهِ حَلْقَةٌ كَأَنَّمَا قُطِعَتْ رُؤُوسُهُمْ، يَسْتََمِعُونَ إِلَى حَدِيثِ رَجُلٍ، قَالَ: فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ، قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَامَ إِلَى جَنْبِي، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَبَصْرِيٌّ أَنْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: قَدْ عَرَفْتُ، لَوْ كُنْتَ كُوفِيًّا لَمْ تَسْأَلْ عَنْ هَذَا، هَذَا حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:
كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَنِ الْخَيْرِ، وَأَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، وَعَرَفْتُ أَنَّ الْخَيْرَ لَنْ يَسْبِقَنِي، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: يَا حُذَيْفَةُ، تَعَلَّمْ كِتَابَ اللهِ، وَاتَّبِعْ مَا فِيهِ، ثَلَاثَ مِرَارٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: فِتْنَةٌ وَشَرٌّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبَعْدَ هَذَا الشَّرِّ خَيْرٌ؟ قَالَ: يَا حُذَيْفَةُ، تَعَلَّمْ كِتَابَ اللهِ، وَاتَّبِعْ مَا فِيهِ، ثَلَاثَ مِرَارٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبَعْدَ هَذَا الشَّرِّ خَيْرٌ؟ قَالَ: هُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ، وَجَمَاعَةٌ عَلَى أَقْذَاءٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْهُدْنَةُ عَلَى دَخَنٍ مَا هِيَ؟ قَالَ: لَا تَرْجِعُ قُلُوبُ أَقْوَامٍ عَلَى الَّذِي كَانَتْ عَلَيْهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: يَا حُذَيْفَةُ، تَعَلَّمْ كِتَابَ اللهِ، وَاتبِعْ مَا فِيهِ، ثَلَاثَ مِرَارٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ صَمَّاءُ، عَلَيْهَا دُعَاةٌ عَلَي أَبْوَابِ اَلنَّارِ، وَأَنْتَ إِنْ تَمُوتَ، يَا حُذَيْفَةُ، وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى جِذْلٍ، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَتَّبِعَ أَحَدًا مِنْهُمْ.
- رواية علي بن زَيْد، عَنِ اليَشْكُرِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ كَمَا كَانَ قَبلَهُ شَرٌّ؟ قَالَ: يَا حُذَيْفَةُ: اَقْرَأْ كِتَابَ اللهِ، وَاعْمَلْ بِمَا فِيهِ، فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَعَلِمْتُ أَنَّهُ إِنْ كَانَ خَيرًا اتَّبَعْتُهُ، وَإِنْ كَانَ شَرًّا اجْتَنَبتُهُ، فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ، فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ صَمَّاءُ، وَدُعَاةُ ضَلَالَةٍ، عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ قَذَفُوهُ فِيهَا.
أخرجه أحمد ٥/ ٣٨٦ (٢٣٦٧١) قال: حدَّثنا بَهْز، وأبو النَّضْر، قالا: حدَّثنا سُلَيْمَان بن المُغِيرَة، حدَّثنا حُمَيْد، هو ابن هِلَال (قال أبو النَّضْر في حديثه: حدَّثني حُمَيْد، يَعْنِي ابن هِلَال)، حدَّثنا نَصْر بن عاصم اللَّيْثِي. وفي ٥/ ٤٠٣ (٢٣٨١٩) قال: حدَّثنا مُحَمد بن جَعْفَر، حدَّثنا شُعْبة، عن أَبي التَّيَّاح، قال: سَمِعْتُ صَخْرًا يُحَدِّث. وفي (٢٣٨٢٠) قال: حدَّثنا عَبْد الصَّمَد، حدَّثني أَبي، حدَّثنا أبو التَّيَّاح، حدَّثني صَخْر بن بَدْر العِجْلِي. وفي (٢٣٨٢١) قال: حدَّثنا يُونُس، حدَّثنا حَمَّاد، عن أَبي التَّيَّاح، عن صَخْر. وفي (٢٣٨٢٢) قال: حدَّثنا عَبْد الرَّزَّاق، أنبأنا مَعْمَر، عن قَتَادَة، عن نَصْر بن عاصم اللَّيْثِي. وفي ٥/ ٤٠٤ (٢٣٨٢٤) قال: حدَّثنا بَهْز، حدَّثنا أبو عَوَانَة، حدَّثنا قَتَادَة، عن نَصْر بن عاصم. وفي ٥/ ٤٠٦ (٢٣٨٤٢) قال: حدَّثنا عَبْد الصَّمَد، حدَّثنا حَمَّاد، حدَّثنا علي بن زَيْد. و"أبو داود" ٤٢٤٤ قال: حدَّثنا مُسَدَّد، حدَّثنا أبو عَوَانَة، عن قَتَادَة، عن نَصْر بن عاصم. وفي (٤٢٤٥) قال: حدَّثنا مُحَمد بن يَحيى بن فارس، حدَّثنا عَبْد الرَّزَّاق، عن مَعْمَر، عن قَتَادَة، عن نَصْر بن عاصم. وفي (٤٢٤٦) قال: حدَّثنا عَبْد اللهِ بن مَسْلَمَة القَعْنَبِي، حدَّثنا سُلَيْمَان، يَعْنِي ابن المُغِيرَة، عن حُمَيْد، عن نَصْر بن عاصم اللَّيْثِي. وفي (٤٢٤٧) قال: حدَّثنا مُسَدَّد،