للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أَكملَ لنا ديننَا، وأتمَّ علَينا نعمتَه، ورضيَ لنا الإِسلامَ دينًا وصلَّى اللَّهُ وسلم على عَبْدِهِ ونبيهِ مُحَمَّد الأميّ إمام المتقين وخاتم النبيين، ورضوان الله تعالى على السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والَّذين اتبعوهم بإحسان، رضيَ اللَّهُ عنهم ورضوا عنه، وأعدَّ لهم جنَّاتٍ تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا، وذلك الفوز العظيم.

أما بعد،

فإن أعظم ما يعول عليه الإِنسان في دينه هو الكتابُ العزيز الذي لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلْفه تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ، وسنةُ الرسولِ الكريم التي يعجز كلُّ أَحَدٍ من البشر عن معارضتها والإِتيان بمثلها. وهذان المصدران هما أصل العلم النافع المؤدي إلى العمل الصالح الذي ينشده المسلم المخلص بعيدًا عن التعصب واتباع أهواء الآخرين.

فأما الكتابُ العزيزُ فَإنَّ الله تعالى تَوَلَّى حِفظه بنفسه ولم يكل ذلك إلى أحد من خلقه، فقال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}. فظهر مصداقُ ذلك مع طول المدة وامتداد الأيام وتوالي الشهور وتعاقب السنين وانتشار أهل الإِسلام واتساع رقعته.

وأما السنة، فإنَّ الله تعالى وَفَّق لها حُفَّاظًا عارفين وجَهَابِذةً عالمينَ وصَيَارِفةً ناقدينَ يَنْفُون عنها تحريفَ الغالين وانتحال المبطلين وتأويلَ الجاهلين،

<<  <  ج: ص:  >  >>