كُنْتُ أُرَحِّلُ لَرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، قَالَ: فَقَالَ لِي لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي: يَا مَعْمَرُ، لَقَدْ وَجَدْتُ اللَّيْلَةَ فِي أَنْسَاعِي اضْطِرَابًا، قَالَ: فَقُلْتُ: أَمَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَقَدْ شَدَدْتُهَا كَمَا كُنْتُ أَشُدُّهَا، وَلَكِنَّهُ أَرْخَاهَا مَنْ قَدْ كَانَ نَفَسَ عَلَيَّ مَكَانِي مِنْكَ، لِتَسْتَبْدِلَ بِي غَيْرِي، قَالَ: فَقَالَ: أَمَا إِنِّي غَيْرُ فَاعِلٍ، قَالَ: فَلَمَّا نَحَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَدْيَهُ بِمِنًى، أَمَرَنِي أَنْ أَحْلِقَهُ، قَالَ: فَأَخَذْتُ الْمُوسَى، فَقُمْتُ عَلَى رَأْسِهِ، قَالَ: فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَجْهِي، وَقَالَ لِي: يَا مَعْمَرُ، أَمْكَنَكَ رَسُولُ اللهِ مِنْ شَحْمَةِ أُذُنِهِ، وَفِي يَدِكَ الْمُوسَى، قَالَ: فَقُلْتُ: أَمَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ نِعْمَةِ اللهِ عَلَيَّ ومَنِّهِ، قَالَ: فَقَالَ: أَجَلْ، إِذًا أُقِرُّ لَكَ، قَالَ: ثُمَّ حَلَقْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أحمد ٦/ ٤٠٠ (٢٧٧٩١) قال: حدَّثنا يَعْقُوب، قال: حدَّثنا أَبي، عن ابن إِسْحَاق، قال: حدَّثني يَزِيد بن أَبي حَبِيب المِصْرِي، عن عَبْد الرَّحْمان بن عُقْبَة، فذكره.