صلى الله عليه وسلم الْفَجْرَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ابْسُطْ يَدَكَ، فَلأُبَايِعْكَ، فَبَسَطَهَا، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَضْرِبَ عَلَيْهَا، قَبَضَهَا إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَفَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ ثَلَاثًا، قَبَضَهَا إِلَيْهِ، وَيَفْعَلُهُ، فَلَمَّا كَانَتِ الثَّالِثَةُ، قَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: رِعْيَةُ السُّحَيْمِيُّ، قَالَ: فَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَضُدَهُ، ثُمَّ رَفَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، هَذَا رِعْيَةُ السُّحَيْمِيُّ، الَّذِي كَتَبْتُ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ كِتَابِي فَرَقَعَ بِهِ دَلْوَهُ، فَأَخَذَ يَتَضَرَّعُ إِلَيْهِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَهْلِي وَمَالِي، قَالَ: أَمَّا مَالُكَ فَقَدْ قُسِّمَ، وَأَمَّا أَهْلُكَ، فَمَنْ قَدَرْتَ عَلَيْهِ مِنْهُمْ، فَخَرَجَ، فَإِذَا ابْنُهُ قَدْ عَرَفَ الرَّاحِلَةَ، وَهُوَ قَائِمٌ عِنْدَهَا، فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: هَذَا ابْنِي، فَقَالَ: يَا بِلَالُ، اخْرُجْ مَعَهُ، فَسَلْهُ: أَبُوكَ هَذَا؟ فَإِنْ قَالَ نَعَمْ، فَادْفَعْهُ إِلَيْهِ، فَخَرَجَ بِلَالٌ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَبُوكَ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا اسْتَعْبَرَ إِلَى صَاحِبِهِ، فَقَالَ: ذَاكَ جَفَاءُ الأَعْرَابِ.
أخرجه أحمد ٥/ ٢٨٥ (٢٢٨٣٣) قال: حدَّثنا مُحَمد بن بَكْر، قال: حدَّثنا إِسْرَائِيل، قال: حدَّثنا أبو إِسْحَاق، عن الشَّعْبِي، فذكره.
- وأخرجه أحمد ٥/ ٢٨٥ (٢٢٨٣٢) قال: حدَّثنا مُعَاوِيَة بن عَمْرو، حدَّثنا أبو إِسْحَاق، عن سُفْيان، عن أَبِي إِسْحَاق، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ:
جَاءَ رِعْيَةُ السُّحَيْمِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أُغِيرَ عَلَى وَلَدِي وَمَالِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَمَّا الْمَالُ فَقَدِ اقْتُسِمَ، وَأَمَّا الْوَلَدُ، فَاذْهَبْ مَعَهُ يَا بِلَالُ، فَإِنْ عَرَفَ وَلَدَهُ، فَادْفَعْهُ إِلَيْهِ، قَالَ: فَذَهَبَ مَعَهُ، فَأَرَاهُ إِيَّاهُ، فَقَالَ: تَعْرِفُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ، فَذَهَبَ مَعَهُ.