كي تبقى حرفاً أصلياً غير زائد؟ وتظل على أصيل معناها في الإلصاق، وتعمل عملها المباشر في الخبر ملصقة به غير معقول بزيادتها، ومنها معاً يستفاد خبر المنفي بما وليس؟
غير أني لا أشك في أننا لو رجعنا النظر في سائر المواضع الأخرى التي قال النحاة فيها إن الباء تأتي فيها زائدة، لهدى الاستقراء إلى ملاحظ بيانية ذات بال.
* * *
ولعنا كذلك نعيد النظر في حروف أخر قالوا بزيادتها، لنلتمس سرها في البيان القرآني، كحرف "من" في آية الحجرات:
تَصَرَّفَ به الظرفُ "وراء" من جموده مبيناً بمعنى خلف، إذ ليس الحكم في الآية مقيداً بالنداء خلفَ الحجرات، بل من أي جهة من وراء حجراته - صلى الله عليه وسلم - نادوه منها.