وحيدة الصيغة، وليس معها في القرآن من مادتها سوى فعل الأمر "حَرَّضْ" المؤمنين على القتال في آيتى الأنفال ٨٥، والنساء ٨٤.
يقال: حَرَضٌ، للمذكر والمؤنث، الواحد والاثنين والجمع، وصف بالمصدر.
ويقال حارض وحارضة فيثنى ويجمع. وهو الفاسد في جسمه أو عقله (معاني القرآن للفراء ٢ / ٥٤)
وعن أبي عبيدة: الحرض الفاسد في الجسم، أو العقل من الحزن أو العشق أو الهرم. وفي (تهذيب الألفاظ) : الحارض: الرذل الفسل الذاهب العقلي، والحرض الذي لا يُرجَى خيره ولا يخاف منه. وفي (س) المنُهك المشفي على المهلاك. ومعه في (ق) الكالّ المعيِى، والمضنىّ مرضاً وسقماً. . . وفي (المقاييس) لمادة حرض أصلان. أحدهما بنت - الأشنان، وإلا حريص العصفر، والآخر دليل التلف والإشراف على الهلاك، ومنه {حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا} .
واوله آخرون بالتالف الدنف من المرض وهو دون الموت، عن ابن عباس ومجاهد. وقيل اليابس الجلد على العظم، والذائب من الهم. (الطبري والقرطبي) وهي معان متقاربة، وفي قولٍ: هالكا، وليس السياق.
وفسره الراغب بنحو ما نقلناه عن ابن السكيت والزمخشري.
تأويله في المسألة بالبالي، لا يفيد دلالة من أذابه الهم وأضناه الأسف والحزن. وتأويله بالهالك، يمنعه سياق الآية {حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ} فالأقرب إلى حرض، المشفي على الهلاك. والله أعلم.