للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالرجوع، مع ملحظ دلالى مشترك بينهما: فكان التحاور رجعاً للكلام يتردد بين المتحاورين، والمحور: العود الذي تدور فيه البكرة، والحوارى: النصير يُرجَعُ إليه، والمَحَارة: شِبْهُ حارة يتردد الهواء فيها برجْعِ الصوت. وشبُهت بها الحور لاستدارة الأعين ونصوع البياض فيها حول سواد المقلة.

وأما الحيرة، يائيةً، فخالصة للتردد.

وفسر الفراء "لن يحور" لن يعود إلينا في الآخرة (٣ / ٢٥١) وعند القرطبي: لن يرجع مبعوثاً فيحاسب ثم يثاب أو يعاقب (١٩ / ٢٧١) وكذلك فسرها "الراغب" في المفردات بالبعث، وهي دلالة إسلامية متعينة في الآية.

وأما الشاهد الشعري، فأقرب إلى أن يفهم بمعنى يَصير كما قال "الطوسى" في شرح البيت من ديوان لبيد.

* * *

٤٧ - {أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا}

وسأل نافع عن معنى قوله تعالى: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا}

فقال ابن عباس: أجدر ألا تميلوا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:

إنا اتبعنا رسولَ اللهِ واطَّرحوا. . . قولَ النبي وعالوا في الموازين

(تق، ك، ط)

= الكلمتان من آية النساء ٣:

{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا}

<<  <   >  >>