وقد نطمئن إلى أن الشدة اصل في معنى الكلمة، ثم تخالف العربية بين صيغها لملاحظ من فروق الدلالات: فتجعل البأس للقوة وشدة السطوة، والبؤس لشدة الكرب والتعاسة، والبأساء لوطأة المحنة على ما سبقت الإشارة إليه في المسألة رقم ٣٨:{وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} والله أعلم.
* * *
٥٣ - {رَمْزًا}
قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: {إِلَّا رَمْزًا} ما الرمز؟
قال: الوحي بالحاجب، واستشهد بقول الشاعر:
ما في السماء من الرحمن من رَمِزٍ. . . إلا إليه، وما في الأرض من وَزَرِ
من (وق) وفي (تق، ك، ط) قال: الرمز، الإشارة باليد، والوحيٌ بالرأس.
= الكلمة من آية آل عمران ٤١، في زكريا عليه السلام:
تفسير الرمز بالإشارة بالحاجب أو الوحي بالرأس، تقريب لا يفوتنا معه أن الإشارة الرمزية تكون باليد وبالحاجب، وبغيرهما. قال "الفراء" في معنى الآية: والرمز يكون بالشفتين والحاجبين والعينين، وأكثره في الشفتين، كل ذلك رمز" (معاني القرآن ٢ / ٢١٣) . وقال الراغب: الرمز إشارة بالشفة، والصوت الخفي، والغمز بالحاجب، وعُبَّر عن كل كلام كالإشارة بالرمز: {أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ