للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بين الأقوال المتعددة في تأويل الكلمة أنهم ساروا في البلاد وطافوا بالآفاق وتباعدوا بحثا عن محيص من الموت ومنجي من الهلاك وهيهات. ولحظ أبو حيان أن تنقيبهم في البلاد متسبب عن شدة بطشهم، أقدرتهم على التنقيب وقوّتهم عليه. ونَظَّرَ لها الفراء والطبري بقوله تعالى في سورة محمد عليه الصلاة والسلام:

{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ} صدق الله العظيم.

* * *

١٣٥ - {هَمْسًا}

قال: فأخبرني عن قول الله - عز وجل -: {فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا}

قال: الهمس خفي الأقدام. قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك؟ قال:

نعم، أما سمعت بقول أبي زُبَيد الطائي:

فباتوا ساكنين وبات يسرى. . . بصير بالدُّجى هادٍ هموسُ

(ظ، في الروايتين) وفي (تق، ك، ط) قلا: الوطء الخفي والكلام الخفي، وشاهده بيت أبي زبيد غير منسوب.

= الكلمة من آية طه ١٠٨:

{يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا}

وحيدة في القرآن صيغة ومادة.

في معناها عند الفراء: يقال: نقل الأقدام إلى المحشر ويقال إنه الصوت الخفي

<<  <   >  >>