للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤٦ - {يَحُورَ} :

قال نافع: فأخبرني عن قول الله - عز وجل -: {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ}

قال: لن يرجع. قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك؟ فقال: نعم، أما سمعت بقول "لبيد بن ربيعة":

وما المرءُ إلاَّ كَالشهابِ وضَوئه. . . يَحُورُ رَمَاداً بَعْدَ إذْ هو سَاطِعُ

(ظ، طب) وفي (تق، ك، ط) : لن يرجع بلغة الحبشة.

= الكلمة من آية الانشقاق ١٤:

{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (١٠) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (١١) وَيَصْلَى سَعِيرًا (١٢) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (١٣) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (١٤) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا}

وحيدة الصيغة في القرآن.

ومن المادة، جاء مضارع الرباعي "يحاوره" في آيتى الكهف ٣٤، ٣٧ والمصدر "تحاوُرَكما" في آية المجادلة.

وجاءت "حُورٌ" أربع مرات، و"الحَوارِيُّون" خمس مرات.

وقول ابن عباس: "لن يرجع، بلغة الحبشة" يُسوَّغ الترادفَ. وفسرها "الزمخشري" بـ: لن يرجع. دون أن يشير إلى لغة فيها، بل نقل عن ابن عباس: "ما كنت أدري ما معنى يحور، حتى سمعت أعرابية تقول لبنُية لها: حُورى، أي ارجعى" الكشاف.

والعربية على أي حال تصرفت في الكلمة، إن صح أنها بلغة الحبشة، فأعطتها دلالة من أقرب مادتها: حير، بمعنى التردد، ثم خصَّت اليائي بالحيرة، والواوىَّ

<<  <   >  >>