للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٨٥ - {قِدَدًا}

وسأل نافع عن قوله تعالى: {طَرَائِقَ قِدَدًا}

قال ابن عباس: المتقطعة في كل وجه. وشاهده قول الشاعر:

ولقد قلتُ وزيدٌ حاسرً. . . يومَ ولَّتْ خيلُ زيدٍ قِدَدَا

(تق) وفي (ك، ط) : من كل وجه.

الكلمة من آية الجن ١١:

{وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا}

وحيدة الصيغة في القرآن، وليس معها فيه من مادتها غير الفعل الماضي في آيات يوسف، وامرأة العزيز، (٢٥ - ٢٨) :

{وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ} ، {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٢٦) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٧) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}

والقد فيها على أصل معناه في التمزيق.

وتفسيره {طَرَائِقَ قِدَدًا} بالمتقطعة في كل وجه، لعله عنى به التقطع المجازي في الهدى والضلال، ونظر فيه، والله أعلم، إلى آيات:

الأعراف ١٦٨: {وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ} ومعها ١٦٠ في تقكيع قوم موسى أسباطاً..

والمؤمنون ٥٣: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} وآية الأنبياء ٩٣:

وإن جاء التقطع والتقطيع كذلك في تقطيع الأرحام (محمد ٢٢) وتقطع القلوب حسرة (التوبة ١١١) كما جاء على أصل معناه في تقطيع الأيدي في حد السرقة (المائدة ٣٨) والأيدي والأرجل في حد الحرابة (التوبة ٣٣) وتقطيع النسوة أيديهن في

<<  <   >  >>