للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لَعَمْرُكَ ما للفتى من مَفَرْ. . . من الموت يلحقه والكِبَرْ

لعمرك ما إنْ له صخرةٌ. . . لعمرك ما إن له من وزر

من (ظ في الروايتين، تق، ك، ط)

= الكلمة من آية القيامة ١١:

{فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (٧) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (٨) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (٩) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (١٠) كَلَّا لَا وَزَرَ (١١) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ}

وحيدة الصيغة في القرآن الكريم.

ومن المادة الوِزر والأوزار بمعنى الحمل الثقيل في آيتى الشرح، وطه ١٨٧، ومعهما آية محمد {حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا}

ووزير في آيتى طه ٢٩ والفرقان ٣٥

وغلب مجئ الوزر في معنى الإثم والذنب فعلاً مضارعاً: ثماني مرات، واسم فاعل "وازرة" خمس مرات، واسماً ومصدراً في آيات: الأنعام ٣١، ١٦٤ وفاطر ١٨، والزمر ٧ والنحل ٢٥ وطه ١٠٠

والدلالة المشتركة فيها جميعاً: ثقل العبء، حسياً مادياً في الأحمال والأعباءـ ومعنوياً في الإثم والذنب، وفي الوزير يحمل الهم والعبء.

فتفسير الوزَر بالملجأ، ملحوظ فيه هذه الدلالة الأصلية للمادة، في الملاذ لمثقلٍ بعبء مادي أو همَّ نفسي أو نذب وخطيئة. والعربية تسمى الجبلَ وزَرا، بملحظ من مناعته وصلاحيته لأن يكون صحناً وملاذاً، وقد ذكر فيه جمهرة المفسرين واللغويين: الملجأ، والمفر، والمهرب، والحصن، والحرز، والمعقل. وأنشد فيه "ابن السكيت" في باب الاجتماع بالعداوة قول الشاعر الأنصاري:

والناسُ أَلْبٌ علينا فيك ليس لنا. . . إلا السيوفَ وأطرافَ القَنا وَزَرُ

<<  <   >  >>