البيت (١ / ١٥) ونحوه عن أبي عمرو بن العلاء، والكسائي، حكاه أبو حيان والقرطبي في تفسير الآية. مع خلاصة لأقوال علماء اللغة في توجيه التذكير.
وجاءت في القرآن على وجه التأنيث، في {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ}
وفسر البخاري "منفطر به"، بمثقلة به. ذكر ابن حجر تخريجه عن الحسن قال: مثقلة به يوم القيامة، وبلفظ: مثقلة موقرة، كذلك (فتح الباري ٨ / ٤٧٨) .
وفي تأويل الطبري: السماء مثقلة بذلك اليوم متصدعة مضققة وأسند عنه ابن عباس قال: يعني تشقق السماء حين ينزل الرحمن - عز وجل - يوم القيامة. وعنه أيضاً: ممتلئة به، بلسان الحبشة.
ورده الراغب إلى: أصل الفطر الشق طولاًَ، يقال فطر فلان كذا فكورا وانفطر "من فطور" من اختلال. وذلك على سبيل الفساد. وقد يكون على سبيل الصلاح، قال تعال {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ}(المفردات) .
وأسند ابن الأنباري، في غير المسائل، من طريق مجاهد عن ابن عباس، قال: ما كنت أدري ما {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} حتى أتاني أعهرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها، أنا ابتدأتها. (الوقف، فقرة ١٠٩) .
وفي القرآن الكريم، لا يأتي (فطر، وفاطر) إلا بدلالة إسلامية، لله - عز وجل - فاطر السموات والأرض، والفطرة الخلقة الأصلية التي فطر الله الناس عليها.
ومن استعمال المادة في العربية: فطر الناب، ورءوس العنب عن تشقق، ومنه: تفطرت قدماه إذا تشققت. والإفطار لوجبة الصباح. تكسر جوعَ الليل، وانتقل إلى إفطار الصائم وزكاة الفطر. والفطور خلل، منظور فيه إلى الأصل في التصدع، وهو واضح في انفطار السماء وتفطر السموات والأرض.
والضمير في {مُنْفَطِرٌ بِهِ} الله - عز وجل - عند من تأولوه بذلك، وليوم القيامة على التأويل الأرجح.
وإسناد النفطار والتفطر إلى السماء والأرض، هو من الإسناد المجازي الدال على طواعية تلقائية كأنه يستغنى بها عن فاعل، ونظيره في آيات القيامة: {إِذَا