للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويعلل الرافضي اختياره لتعريف ابن حزم بقوله: (ومما حدانا إلى تفضيل تعريف ابن حزم أن الاعتراف بأفضلية الإمام علي على الناس بعد رسول الله، وأنه الإمام الخليفة بعده وأن الإمامة في ذريته من فاطمة؛ هو أس التشيع وجوهره) (١) .

وإن من يقرأ كلام الشيعة عن عقائدهم كالعصمة، والتقية، والرجعة، وغيرها يرى أنهم يغالون في كل عقيدة من عقائدهم بحيث يربطون وصف التشيع بالإيمان بتلك العقيدة، مثل قولهم: (من لم يؤمن بكرَّتنا (٢) ويقل بمتعتنا فليس منا) ، وغيره مما سيأتي مما يتضمن نفي صفة التشيع عمن لم يؤمن بتلك العقائد، ولا نرى لهذه العقائد ذكراً في التعريفات مع أنهم يعتبرونها لباً وجوهراً للتشيع.

ونجد الإمام الشهرستاني (٣) يقدم لنا تعريفاً للشيعة يعتبر من أكثر التعاريف شمولاً لعقائد الشيعة فيقول: (الشيعة هم الذين شايعوا عليّاً - رضي الله عنه - على الخصوص، وقالوا بإمامته وخلافته نصّاً ووصية إما جليّاً، وإما خفيّاً، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده، وإن خرجت فبظلم يكون من غيره أو بتقيَّة من عنده وقالوا: "ليست الإمامة قضية مصلحية تناط باختيار العامة" وينتصب الإمام بنصبهم، بل هي قضية أصولية وهي ركن الدين لا يجوز للرسل عليهم الصلاة


(١) د. عبد الله فياض: «تاريخ الإمامية» : ص ٣٤.
(٢) يعنون بها الرجعة، وسيأتي تخريج حديثهم هذا في مبحث عقيدتهم في الرجعة.
(٣) محمد بن عبد الكريم بن أحمد أبو الفتح المعروف بالشهرستاني، قال السبكي: كان إماماً مبرزاً، مقدماً في علم الكلام والنظر، برع في الفقه والأصول والكلام، ومن تصانيفه: «الملل والنحلل» ، و «نهاية الأقدام» ، توفي سنة ٥٤٨هـ وكانت ولادته عام ٤٦٧هـ وقيل ٤٧٩هـ. انظر: «طبقات الشافعية» : (٦/١٢٨ - ١٣٠) ، «مرآة الجنان» : (٣/٢٨٤ - ٢٩٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>