خلافاً بين السنّة والشيعة إلا في بعض الفروع كما هو تصور الشيخ محمود شلتوت، ومحمد الغزالي، وسليمان دنيا وغيرهم. والسبب في دعوته للعالم الإسلامي إلى ذلك هو أنه - كما يذكر - لا يعرف عن الشيعة سوى ما قرأه عنها في كتب الفرق والمقالات، وفي كتب الفقه الخاصة بالشيعة. من هذين المصدرين استمد معلوماته عن الشيعة، ولذلك كتب رسالته إلى العالم الإسلامي في التقريب.
فهو إذن رجل يعيش فكرة التقريب في نفسه بل هو من دعاتها، ولا يحمل إلا التصور الطيب عن الشيعة.
ولهذا وغيره نرى أهمية هذه "المحاولة" وتميزها عن غيرها بالدراسة والمعايشة، لهذا سنقف للتعريف بالشيخ موسى جار الله وبمحاولته على سبيل التفصيل.
[موسى جار الله]
موسى بن جار الله التركستاني القازاني الروسي، شيخ مشايخ روسيا، ولد بمدينة رستون الواقعة على نهر الدون بروسيا عام ١٢٩٥هـ، وتعلم في المدارس الإسلامية بمدينة قازان ثم في بخارى، وتولى إمامة الجامع الكبير في بتروغراد (ليننغراد) ، كان في العهد القيصري وبداية الحكم السوفيتي في روسيا صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في أمور مسلمي روسيا الذين يزيدون عن ثلاثين مليون نسمة، ثم هبت عليه أعصار الشيوعية فطوحت به بعيداً عن دياره وأهله.
قال عنه الأستاذ محمد كرد علي (١) "رئيس المجمع العلمي
(١) محمد بن عبد الرزاق بن محمد كرد علي: مؤرخ، كاتب، صحفي، سياسي. هو =