للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثاني: فيما يتصل بمذهب أهل السنّة

إن من أصول أهل السنة العظيمة الاعتصام بحبل الله جميعاً وعدم التفرق، ومبادئ أهل السنّة كلها تتجاوب مع هذا الأصل العظيم، فمن الكتاب والسنّة والإجماع تستقي عقيدتها، وتحل خلافها ونزاعها، واعتقادها قائم على الحب لأتباع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الصحابة والقرابة ومن تبعهم بإحسان.

ولا يعتقدون بما دسته الشعوبية من عداوة مفتعلة بين الصحب والآل القصد منها تفريق الأمة وزرع العداوة بينها. وقد سلطنا الضوء على الجانب العقدي من مذهب أهل السنّة، فلا حاجة إلى إعادة القول فيه، لكن غرضنا هنا أن نقول: إن أهل السنّة بحمد الله لم يشذوا بعقائد هي من لبان وغذاء الديانات والعقائد الأجنبية من يهودية ونصرانية ومجوسية، بل اتبعوا في اعتقادهم الكتاب والسنّة وما عليه سلف الأمة، وإن وجد في دائرة أهل السنّة بعض الانحرافات فقد تصدى لها أعلامهم بالنقض والرد ولا يجمع أهل السنة على ضلالة (١) ، كشأن أهل البدع والفرق الخارجة عن السنّة. فلهذا لا حاجة لأن نعقد لهم "بحثاً" حول ما خالفتهم فيه الروافض، كما بحثنا آراء دعاة التقريب في شذوذ الروافض. لكن من باب الموضوعية والتوازن في مبحث مسألة التقريب بين الطائفتين نشير إلى وجهة نظر "الشيعة" في هذا


(١) قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (أهل السنّة يقولون أن الحق لا يخرج عنهم ولا يقولون لا يخطئ أحد منهم) «منهاج السنة» : (٢/١١٨) مكتبة الرياض الحديثة، ويقول: (أهل السنّة قد يخطئ بعضهم لكن لا يتفقون على ضلالة) «المصدر السابق» : (٢/٩٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>