سبعاً وخمسين سنة وترك أفكاره وكتبه ومقالاته الكثيرة حيّة مع الأحياء.
وأفكاره الأساسية نشرها سنة ١٣١١هـ في كتاب بالفارسية سماه «آبين» - أي دستور أو دين - وأفكاره عن المذاهب نشرها في كتبه:«صوفيكري» و «بهائيكري» و «شيعيكري» وغيرها (١) .
[محاولة الكسروي]
من كتاب «التشيع والشيعة» الذي كتبه أحمد الكسروي لنشر "فكرته" بين العرب يتبين رأيه في أسباب الخلاف وأسلوب إزالتها، ورأيه في أصول الشيعة التي شذت بها عن جمهور المسلمين، وهذه الآراء هي التي دفع الكسروي حياته ثمناً من أجلها، والكتاب اليوم يندر وجوده، ولعل السبب في ذلك محاربة "الروافض" له. وفيما يلي عرض لفكرته حول التقريب.
تقوم فكرة الكسروي في سبيل محو الخلاف على فلسفة يجعلها هي الأساس لدراسة خلاف الشيعة مع المسلمين، ويؤكد عليها في دراسته لمسألة "التشيع والشيعة" وهي قوله: (يظن كثيرون أن الناس قد جبلوا على اختلاف العقائد ولا يمكن حسم الاختلاف من بينهم، ولكن هذا من الظنون الباطلة. فمما لا ريب فيه أن الحقائق أوضح وأجلى من أن لا يدركها أحد، فإن ترك الناس التعصب واللجاج واجتمعوا على طلب الحق واتبعوا الدلائل لم يكن
(١) انظر: يحيى ذكاء: في مقدمته لمقالات الكسروي - بالفارسية - واسم الكتاب: «كاروند كسروي» - أي مقالات الكسروي - طهران ١٣٥٢هـ. وانظر: مقدمة كتاب «التشيع والشيعة» : إدارة جريدة برجم: ص ٢- ٥. وانظر: محمود الملاح: «المجيز على الوجيز» ضمن كتاب «مجموع السنّة» : ص ٢٧٨. وانظر: «معجم المؤلفين» : (٢/٥٣) .