للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الدين بالضرورة كوجوب الصلاة وحرمة الخمر وغير ذلك، وعمدة الخلاف بين المسلمين هو في أمر الخلافة، وهي ليست من ضروريات الدين بالبديهة، لأن ضروري الدين ما يكون ضرورياً عند جميع المسلمين وهي ليست كذلك) (١) . وبمثل هذا الرأي قال آخرون من شيوخ الشيعة المعاصرين (٢) .

[مناقشة هذا الرأي]

إذا كان هذا "الرأي" هو القول المعتمد فلماذا لا ينكر ذلك المنكر القائم في كتبهم الذي يكفر الأمة - كما سبق عرضه -؟ لماذا تنشر تلك الكتب التي حوت تكفير المسلمين وتحقق من كبار علمائهم المعاصرين، ولا يعقب على هذا المذهب الخطير بأية كلمة سوى مدح هذه الكتب وتوثيقها والثناء على مؤلفيها وتعظيمهم؟.

ومحمد آل كاشف الغطا، ومحسن الأمين وغيرهما من مراجع الشيعة وعلمائها ـ وهم يزعمون أن مذهب الشيعة لا يكفر المسلمين ـ لا نراهم يتعرضون لذلك الضلال المدون في كتبهم والذي يكفر الأمة، بل لا يشيرون إلى وجوده، ويزعمون أن الشيعة مظلومة مفترى عليها، والقارئ لذلك لا ينقضي عجبه من هذا المسلك الذي ينكر


(١) محسن الأمين: «الشيعة» : ص ١٧٦، «أعيان الشيعة» : (١/٤٥٧) .
(٢) مثل عبد الحسين شرف الدين الموسوي، انظر كتابه «أجوبة مسائل جار الله» : ص ٣٩، ورسالته: «إلى المجمع العلمي العربي بدمشق» ط النجف ١٣٨٧هـ، وغيرهما من كتبه. وانظر: محمد حسين الزين العاملي: «الشيعة في التاريخ» : ص ٣٢، وأبو الحسن الخنيزي: «الدعوة الإسلامية» : (٢/٢٦٠) ، ولطف الله الصافي: «مع محب الدين الخطيب» : ص ٩٥، ومحمد جواد مغنية في كتابه: «الشيعة في الميزان» : ص ٢٦٩، وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>