للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن السنّة قال: (هي ما لا اسم له غير السنّة، وتلا: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ... الآية) (٣)) (٤) .

ولما سئل - أيضاً - عن أهل السنة قال: (أهل السنّة الذين ليس لهم لقب يعرفون به؛ لا جهمي ولا قدري ولا رافضي) (٥) . فأهل السنّة ليس لهم لقب يعرفون به لأنهم الأصل الذي انشق عنه كل المخالفين، والمخالف هو الذي سرعان ما يشتهر ببدعته حينما يتنكب السبيل، والأصل لا يحتاج إلى سمة خاصة تميزه؛ إنما الذي يحتاج لاسم هو الفرع المنشق، وأهل السنّة هم أصحاب الطريق الوسط السائرون على الصراط المستقيم المخالفون لأهل البدع (٦) .

[(ج) نشأة اسم أهل السنة والجماعة]

وأعني بالنشأة: بداية التمييز باسم السنّة والجماعة، كدلالة على


(٣) الأنعام: آية ١٥٣.
(٤) «الاعتصام» للشاطبي: (١/٥٨) .
(٥) «الانتقاء» لابن عبد البر: ص ٣٥.
(٦) مما يجدر التنبيه عليه أنه بعد تعدد الفرق وظهور الاتجاهات الكلامية، أصبح مصطلح أهل السنّة يطلق في بعض الأحيان على فرق لا تمثل الاتجاه السني كل التمثيل، ولكن يطلق عليها (أهل السنة) لأنها قالت بأقوال أهل السنة في بعض مسائل العقيدة، لا لأنها تمثل أهل السنة في كل شيء.
فيطلق لفظ (أهل السنة) ويراد به من أثبت خلافة الخلفاء الثلاثة فيدخل في ذلك ... جميع الطوائف إلا الرافضة.
وقد يراد به أهل الحديث والسنة المحضة، فلا يدخل فيه إلا من يثبت الصفات لله تعالى، ويقول: إن القرآن غير مخلوق، وأن الله يُرى في الآخرة، ويثبت القدر، وغير ذلك من الأمور المعروفة عند أهل الحديث والسنّة. انظر: «منهاج السنة» لابن تيمية: (٢/١٦٣) بتحقيق: رشاد سالم.

<<  <  ج: ص:  >  >>