للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عما يراه شيخه، فيذكر الشيخ رشيد رضا أن محمد عبده كان يرى طائفة الشيعة من أحوج الفرق إلى التقريب إلى الحق لأنه كان يحكم عليها ـ كما يقول رشيد ـ بحكم أشد من حكم شيخ الإسلام ابن تيمية عليهم، ولم يفصح رشيد عن ذلك الحكم لأن (محمد عبده) استكتمه إياه (١) ، لكننا لا نجد للشيخ محمد عبده في موضوع التقريب أكثر من هذه الأُمنية والحكم.

(ب) ونجد تلميذه الشيخ: محمد رشيد رضا (٢) يذهب شوطاً بعيداً في ذلك. ولعل كتابه «السنّة والشيعة» ، أو «الوهابية والرافضة» ، ومجلته المنار هما خير مصدر يصور لنا جهاد الرجل في هذا السبيل.

ويذكر رشيد رضا أنه متأثر في نشاطه هذا بأستاذه جمال الدين الأفغاني (٣) .


= وانظر: «دائرة المعارف الشيعية» : (٦/١١- ١٢) .
وأغابزرك الطهراني: «أعلام طبقات الشيعة» : (١/٣١٥) .
ومحسن الأمين: «جمال الدين الأفغاني» .
وراجع: محمد محمد حسين: «الإسلام والحضارة الغربية» : (ص ٧٥- ٩٠) .
(١) رشيد رضا: «تاريخ الشيخ محمد عبده» : (١/٩٣٤) .
(٢) محمد رشيد بن علي رضا بن محمد بن علي القلموني البغدادي الأصل الحسيني النسب، صاحب مجلة «المنار» وأحد رجال الإصلاح الإسلامي، من الكتاب العلماء بالحديث والأدب والتاريخ والتفسير، ولد ونشأ في القلمون (من أعمال طرابلس الشام سنة ١٢٨٢هـ) وتعلم فيها وفي طرابلس، ثم رحل إلى مصر سنة ١٣١٥هـ فاتصل بالشيخ محمد عبده وتتلمذ له، وأصدر مجلة المنار، وأنشأ مدرسة الدعوة والإرشاد، وقام برحلات إلى الهند والحجاز وأوربا، وانتخب عضواً بالمجمع العلمي العربي بدمشق وتوفي فجأة في القاهرة سنة ١٣٥٤هـ. ومن آثاره: «تفسير القرآن الكريم» لم يكمل، «الخلافة والإمامة العظمى» ، «الوحي المحمدي» وغيرهما. انظر: «الأعلام» : (٦/٣٦١- ٣٦٢) ، «معجم المؤلفين» : (٩/٣١٠، ٣١١) ، أحمد الشرباصي: «رشيد رضا» وغيرها.
(٣) رشيد رضا: «السنة والشيعة» أو «الوهابية والرافضة» : ص (١٤- ١٥) ، الطبعة =

<<  <  ج: ص:  >  >>