للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنهما - عام "الجماعة"، قال ابن بطال (١) سلم الحسن لمعاوية الأمر وبايعه على إقامة كتاب الله وسنة نبيه ودخل معاوية الكوفة وبايعه الناس، فسميت سنة الجماعة لاجتماع الناس وانقطاع الحرب (٢) .

أما سبب تسمية أهل السنّة بالجماعة، فيرى عبد القاهر البغدادي (٣) - رحمه الله - أن "أهل السنّة لا يكفر بعضهم بعضاً، وليس بينهم خلاف يوجب التبرؤ والتكفير، فهم إذاً أهل الجماعة القائمون بالحق والله تعالى يحفظ الحق وأهله، فلا يقعون في تنابذ وتناقض، وليس فريق من فرق المخالفين إلا وفيهم تكفير بعضهم لبعض وتبرؤ بعضهم من بعض كالخوارج والروافض والقدرية؛ حتى اجتمع سبعة منهم في مجلس واحد فافترقوا عن تكفير بعضهم بعضاً.." (٤) .

ويقول ابن تيمية - كما مر -: (وسموا أهل الجماعة لأن الجماعة هي الاجتماع، وضدها الفرقة، وإن كان لفظ الجماعة قد صار اسماً لنفس القوم المجتمعين؛ و"الإجماع" هو الأصل الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدين. وهم يزنون بهذه الأصول الثلاثة - يعني الكتاب والسنّة


(١) أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال البكري القرطبي المالكي محدث فقيه، توفي سنة ٤٤٩هـ، من آثاره: «شرح الجامع الصحيح للبخاري» في عدة أسفار، و «الاعتصام في الحديث» . ابن بشكوال: «الصلة» : ص ٤١٤، «معجم المؤلفين» : (٧/٨٧) .
(٢) «فتح الباري» : (١٣/٦٣) ، وانظر: «تاريخ خليفة بن خياط» : ص ٢٠٣، الخطابي: «معالم السنن» : (٤/٣١١) .
(٣) عبد القاهر بن طاهر بن محمد بن عبد الله البغدادي التميمي الإسفراييني أبو منصور، كان صدر الإسلام في عصره يدرس في سبعة عشر فنّاً، توفي في إسفرائين سنة ٤٢٩هـ، ومن آثاره: «أصول الدين» و «الفرق بين الفرق» ، انظر: السبكي: «طبقات الشافعية» : (٥/١٣٦ - ١٤٥) ، القفطي: «إنباه الرواة» : (٢/١٨٥، ١٨٦) ، السيوطي: «بغية الوعاة» : (٢/١٠٥) .
(٤) البغدادي: «الفرق بين الفرق» : ص ٣٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>