للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويرى ابن حجر أن الإيمان بالرجعة هو نهاية الغلو في الرفض فيقول: (التشيع محبة علي وتقديمه على الصحابة، فمن قدمه على أبي بكر وعمر فهو غال في تشيعه ويطلق عليه رافضي وإلا فشيعي، فإن انضاف إلى ذلك السب أو التصريح بالبغض فغال في الرفض، وإن اعتقد الرجعة إلى الدنيا فأشد في الغلو) (١) .

[٥- البداء]

في القاموس "بدأ" بَدْواً وبُدُوّاً وبَداءَة: ظهر ... وبدا له في الأمر بَدْواً وبَدَاء وبداة: نشأ له فيه رأي (٢) .. فالبدا في اللغة - كما جاء في القاموس - له معنيان:

الأول: الظهور والانكشاف.

الثاني: نشأة الرأي الجديد.

وكلا المعنيين وَرَدَ في القرآن، فمن الأول قوله تعالى: (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ((٣) ومن الثاني قوله: (ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين ((٤) .

والبداء بهذين المعنيين لا تجوز نسبته إلى الله (.

والبداء في الأصل عقيدة يهودية ضالة، وقد وردت في التوراة التي حرفها اليهود وفق ما شاءت أهواؤهم نصوص صريحة تتضمن نسبة معنى البداء إلى الله سبحانه (٥) .


(١) «هدي الساري مقدمة فتح الباري» : ص ٤٥٩.
(٢) «القاموس المحيط» مادة بدو: (٤/٣٠٢) .
(٣) البقرة: آية ٢٨٤.
(٤) يوسف: آية ٣٥.
(٥) على الرغم من أن المشهور عن اليهود أنهم ينكرون النسخ لأنه يستلزم البداء. انظر:

<<  <  ج: ص:  >  >>