للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وانتقل الاعتقاد في البداء - أولاً - إلى فرق السبئية المدعية للتشيع، ففرق السبئية (كلهم يقولون بالبداء؛ إن الله تبدو له البداوات) (١) ، ثم أخذ بفكرة البداء "المختار بن أبي عبيد الثقفي" (٢) (لأنه كان يدعي علم الغيب، فكان إذا حدث خلاف ما أخبر به قال: قد بدا لربكم) (٣) .

وقال سليمان بن جرير - كما مر - (أن أئمة الرافضة وضعوا لشيعتهم مقالتين لا يظهرون معهما من أئمتهم على كذب أبداً، وهما: القول بالبداء وإجازة التقية) (٤) .

ويشرح كيف يستخدمون عقيدة البداء ستاراً على ادعائهم الكاذب في الغيب فيقول: (فأما البدا: فإن أئمتهم لما أحلوا أنفسهم من شيعتهم محل الأنبياء من رعيتها في العلم فيما كان ويكون والإخبار بما يكون في غد وقالوا لشيعتهم: إنه سيكون في غد.. كذا وكذا، فإن


= «مسائل الإمامة» : ص ٧٥ و «مناهل العرفان» : (٢/٧٨) . ومع ذلك فقد جاء في التوراة: (ورأى الرب أن شر الناس قد كثر على الأرض، وأن كل تصور أفكار قلوبهم إنما هو شر في جميع الأيام. فندم الرب أنه عمل الإنسان على الأرض وتأسف في قلبه، فقال الرب: أمحو الإنسان الذي خلقت عن وجه الأرض، الإنسان مع البهائم والدبابات وطير السماء لأني ندمت على خلقي لهم) . «الكتاب المقدس» ، الفصل السادس من تكوين التوراة: ص ١٢.
(١) الملطي: «التنبيه والرد» : ص ١٩.
(٢) المختار من أبي عبيد بن مسعود بن عمرو الثقفي، تنسب له طائفة الكيسانية من الشيعة، وهو الذي قام للأخذ بثأر الحسين، وادعى إمامة محمد بن الحنفية، وشاعت في الناس أخبار عنه بأنه ادعى النبوة ونزول الوحي عليه وأنه كان لا يوقف له على مذهب.. قتل عام ٦٧هـ. «البداية والنهاية» : (٨/٢٨٩) وما بعدها، «الفرق بين الفرق» : ص ٣٨، «الأعلام» للزركلي: (٨/٧٠) .
(٣) انظر بعض أخباره في هذا في «الملل والنحل» : (١/١٤٩) .
(٤) انظر سعد القمي: «المقالات والفرق» : ص ٧٨، النوبختي: «فرق الشيعة» : ص ٥٥ - ٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>