للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مفهوماً وتعريفاً غير المفهوم والتعريف المتأخر للشيعة، ولهذا قال الإمام الذهبي (١) (ت ٧٤٨هـ) ، في معرض الحديث عمن رمى ببدعة التشيع من المحدثين قال: (إن البدعة على ضربين فـ"بدعة صغرى" كغلو التشيع أو كالتشيع من غير غلو، فهذا كثير في التابعين وأتباعهم مع الدين والورع والصدق، فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية وهذه مفسدة بينة، ثم "بدعة كبرى" كالرفض الكامل والغلو فيه والحط على أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - والدعاء إلى ذلك، فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة، وأيضاً فما استحضر الآن في هذا الضرب رجلاً صادقاً ولا مأموناً، بل الكذب شعارهم والتقِيَّة والنفاق دثارهم، فكيف يقبل نقل من هذا حاله؟ حاشا وكلاّ.

فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو من تكلم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية وطائفة ممن حارب عليّاً - رضي الله عنه - وتعرض لسبهم.

والغالي في زماننا وعرفنا هو الذي يكفّر هؤلاء السادة ويتبرأ من الشيخين، فهذا ضال مفتر) (٢) .


(١) محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله التركماني الأصل الفارقي ثم الدمشقي (أبو عبد الله شمس الدين الذهبي) ، الحافظ الكبير المؤرخ صاحب التصانيف السائرة في الأقطار، قال ابن حجر: (مهر في فن الحديث وجمع فيه المجاميع المفيدة، وجمع تاريخ الإسلام فأربى فيه على ما تقدم) ومن كتبه: «تاريخ الإسلام» ، «ميزان الاعتدال» وغيرهما، توفي سنة ٧٤٨هـ في دمشق وكان مولده في سنة ٦٧٣هـ. انظر ابن شاكر الكتبي: «فوات الوفيات» : (٣/٣١٥ - ٣١٧) ، ابن حجر: «الدرر الكامنة» : (٣/٤٢٦ - ٤٢٧) ، الشوكاني: «البدر الطالع» : (٢/١١٠ - ١١٢) .
(٢) «ميزان الاعتدال» : (١/٥ - ٦) ، وانظر: «لسان الميزان» لابن حجر: (١/٩ - ١٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>