للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويستدل د. علي النشار ببعض النصوص التي تفيد عدم اختصاص علي باسم الشيعة في عهد خلافته ومنها قول معاوية لبسر بن أرطأة حين وجهه إلى اليمن: (أمعن حتى تأتي صنعاء فإن لنا بها شيعة) (١) .

لكن بعد مقتل الحسين رأينا بدء التجمع الفعلي لمن يدعون التشيع للأخذ بثأر الحسين.. يقول المسعودي (٢) : (وفي سنة خمس وستين تحركت الشيعة في الكوفة) (٣) وتكونت حركة "التوابين" ثم حركة المختار "الكيسانية"، وبدأت الشيعة تتكون وتضع أصول مذهبها، وتستدل له.. وبعدما كانت الآراء الشيعية تطارد وجدت بعد هذه الأحداث الجو الذي تنمو فيه تحت ستار التشيع لآل البيت، وملخص القول أن بعض الأصول العقدية للشيعة ظهر على يد ابن سبأ في عهد علي، ولكنها لم تأخذ صفة الجماعة أو اسم التشيع، وبعد توالي الأحداث التي ذكرنا، ولا سيما بعد مقتل الحسين بدأت الشيعة كفرقة، وانطلقت لتأسيس مذهبها على أصول معينة، وبالتالي وجد أن الآراء التي نادى بها ابن سبأ أخذت مكاناً لها في المناخ الفكري للشيعة.


(١) النشار: «نشأة الفكر الفلسفي» : (٢/٣٣) .
(٢) علي بن الحسين بن علي أبو الحسن المسعودي، المؤرخ، قال ابن شاكر الكتبي: (كان إخبارياً علامة، صاحب غرائب وملح ونوادر) ، قال ابن حجر: (وكتبه طافحة بأنه كان شيعياً معتزليّاً) . مات في مصر سنة ٤٣٦هـ، ومن مصنفاته: «مروج الذهب» ، «التنبيه والإشراف» وغيرهما. انظر: ابن شاكر الكتبي: «فوات الوفيات» : (٣/١٢ -١٣) ، ابن حجر: «لسان الميزان» : (٤/٢٢٤ -٢٢٥) . وانظر: عباس القمي: «الكنى والألقاب» : (٣/١٦٠) .
(٣) المسعودي: «مروج الذهب» : (٣/١٠٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>