للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنني ألاحظ أنه فيما خلا كتب الكرماني التي نشرها د. محمد كامل حسين فإن الكتب التي قدمها لنا ليست من الكتب السرية) (١) .

ثم إن الباحث وهو يراجع هذه الكتب الباطنية يجد صعوبة في فك أسرارها وحل ألغازها ومعرفة طلاسمها.

وقد كشف أبو حامد الغزالي عن حقيقة مذهبهم في الإلهيات والنبوات وفي الإمامة وفي القيامة والمعاد والتكاليف الشرعية وغيرها فيقول عن معتقدهم في الإلهيات: (وقد اتفقت أقاويل نقلة المقالات من غير تردد أنهم قائلون بإلهين قديمين لا أول لوجودهما من حيث الزمان، إلا أن أحدهما علة لوجود الثاني، واسم العلة السابق واسم المعلول التالي، وأن السابق خلق العالم بواسطة التالي لا بنفسه. وقالوا


= القدماء من كتاب المقالات والفرق والتاريخ في حكمهم على هؤلاء بأنهم باطنية. «طائفة الإسماعيلية» : ص ١٤٨. ويدافع عنهم فيما نسب إليهم من عقائد فيقول: (والفاطميون لم يعملوا على طرح الأديان وإبطال العبادة كما فهم الكتاب والمؤرخون) «في أدب مصر الفاطمية» : ص ٣٠، وأنهم لم يقولوا بالإباحة المطلقة وبالتناسخ والحلول. «المصدر السابق» : ص ٣٣. ويستدل ببعض النصوص من كتبهم التي كتبت للدفاع كما يبدو من أسلوبها، وطبيعي أن توجد مثل هذه الردود في كتب الإسماعيلية للتعمية والخداع، وهي طائفة تعتمد على السرية وتعمل في الظلام، فهذا أسلوب من أساليب التخفي ولا سيما بعدما انكشف أمرهم عن طريق من دخل في دعوتهم ثم خرج وفضحهم كالحادي اليماني في «كشف أسرار الباطنية» وغيره، وعن طريق ما تسرب من كتبهم مما يوجد شيء منه في كتب المقالات والفرق، وبفضائحهم التاريخية ... إلخ. من الطبيعي أن يوجد هذا الأسلوب في التخفي ولكن من غير الطبيعي أن يستغل هذا الدفاع ويجعل هو الحقيقة للباطنيين وتهدر جميع القرائن والدلائل والوقائع الأخرى والتاريخ ويخطئ الإجماع على حقيقة حالهم.
(١) النشار: «نشأة الفكر الفلسفي» : (جـ٢/ص٣٩٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>