للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التقية إظهاره من مناقب الأولياء ومثالب الأعداء) (١) .

يقول الشيخ موسى جار الله عن هذه المحاورة: (لم أعلم من هو هذا البعض من الزنادقة الذي يناظر عليّاً ويهديه إلى الحق علي، وهل يمكن أن يكون أحد أشد زندقة ممن يقول في القرآن وفي جميع الصحابة مثل هذا القول؟ وهل يجد أشد عدو مساغاً أهدم للقرآن وأهدم للدين من مثل هذا القول الذي يسنده أئمة الشيعة إلى أمير المؤمنين علي؟) (٢) .

والرواية السالفة تزعم سقوط أكثر من ثلث القرآن، وما تقدم من روايتهم في أن القرآن نزل سبعة عشر ألف آية يقتضي سقوط حوالي الثلثين، وهناك روايات لهم تصف هذا "المحذوف" - الذي يزعمونه - بأنه كثير. روى العياشي بإسناده عن أبي جعفر - يعنون محمد الباقر - أن القرآن قد طرح منه آي كثير ولم يزد فيه إلا حروف أخطأ بها الكتاب وتوهمها الرجال (٣) .

وتدعو "أساطيرهم" إلى إهمال حفظ القرآن لأنه محرف في زعمهم، ومن حفظه على تحريفه يصعب عليه حفظه إذا جاء به "منتظرهم" غير محرف. روى مفيدهم بإسناده إلى جابر الجعفي عن أبي جعفر أنه قال: (إذا قام قائم آل محمد صلى الله عليه وآله ضرب فساطيط ويعلم الناس القرآن على ما أنزل الله (فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم لأنه يخالف فيه التأليف) (٤) وهذه


(١) الطبرسي: «الاحتجاج» : (١/٣٨٧) .
(٢) موسى جار الله: «الوشيعة» : ص ٤٦.
(٣) عن الطبرسي: «فصل الخطاب» : ص ٧٩.
(٤) المفيد: «الإرشاد» : ص ٤١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>