للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وهذه العقيدة مخالفة صريحة للكتاب، فإن - الرجعة - قد أُبطلت في آيات كثيرة منها قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (*) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (١) ، وقوله سبحانه: (ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون (صريح في نفي الرجعة مطلقاً) (٢) .

إذن كيف ومتى دخلت هذه العقيدة إلى الشيعة؟

يرى بعض الباحثين أنها تسربت عن طريق المؤثرات اليهودية والمسيحية (٣) ، ودخلت التشيع عن طريق عبد الله بن سبأ اليهودي.

وقد يكون الهدف منها إضعاف الإيمان باليوم الآخر (٤) .

وقد قال ابن سبأ برجعة محمد - صلى الله عليه وسلم - (٥) ، ثم تحول إلى القول برجعة علي وقال - لما بلغه نعي علي - للذي نعاه: (كذبت لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة وأقمت على قتله سبعين عدلاً لعلمنا أنه لم يمت ولم يقتل، ولا يموت حتى يملك الأرض) (٦) .


(١) المؤمنون: آية ١٠٠.
(٢) انظر: «مختصر التحفة» : ص ٢٠١.
(٣) جولد سيهر: «العقيدة والشريعة» : ص ٢١٥.
ويقول أحمد أمين: (وفكرة الرجعة هذه أخذها ابن سبأ من اليهودية، فعندهم أن النبي إلياس صعد إلى السماء وسيعود فيعيد الدين والقانون، ووجدت الفكرة في النصرانية أيضاً، وتطورت هذه الفكرة عند الشيعة إلى العقيدة باختفاء الأئمة..) «فجر الإسلام» : ص ٢٧٠.
وانظر: محمد عمارة: «الخلافة» : ص ١٥٩.
(٤) انظر: السكسنكي: «البرهان» ، حيث ذكر أن ابن سبأ قال بالرجعة وإبطال الآخرة، «البرهان» : ص ٥٠.
(٥) انظر الطبري: (٤/٣٤٠) (حوادث سنة ٣٥هـ) .
(٦) سعد القمي: «المقالات والفرق» : ص ٢١، النوبختي: «فرق الشيعة» : ص ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>