للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٦٠ هـ (١) بلا عقب كما قاله كبار المؤرخين (٢) ، واعترفت كتب الشيعة بأنه (لم ير له خلف ولم يعرف له ولد ظاهر فاقتسم ما ظهر من ميراثه أخوه جعفر وأمه) (٣) ، واضطرب الشيعة بعد وفاة الحسن بلا ولد وتفرقوا - فيمن يخلفه - فرقاً شتى بلغت ـ كما يقول المسعودي ـ عشرين فرقة (٤) ، أو خمس عشرة فرقة كما يقول القمي (٥) ، حتى إن بعضهم قال: إن الإمامة قد انقطعت (٦) ، وكاد أن يكون موت الحسن بلا عقب نهاية للشيعة والتشيع حيث سقط عموده وهو "الإمام".

ولكن "فكرة غيبة الإمام" كانت هي القاعدة التي قام عليها كيان الشيعة بعد التصدع، وأمسكت ببنيانه عن الانهيار، لهذا أصبح الإيمان بغيبة ابن للحسن العسكري هو المحور الذي تدور عليه


(١) الطوسي: «الغيبة» : ص ٢٥٨.
(٢) نقل هذا ابن تيمية - كما مر - ص ٢٤٣ (الهامش) من هذا البحث، وقد ذكر الطبري في حوادث سنة ٣٠٢هـ أن رجلاً ادعى - في زمن الخليفة المقتدر - أنه محمد بن الحسن بن علي بن موسى بن جعفر، فأمر الخليفة بإحضار مشايخ آل أبي طالب وعلى رأسهم نقيب الطالبين أحمد بن عبد الصمد المعروف بابن طومار، فقال له ابن طومار: لم يعقب الحسن، وقد ضج بنو هاشم من دعوى هذا المدعي وقالوا: يجب أن يشهر هذا بين الناس ويعاقب أشد عقوبة. فحمل على جمل وشهر به في الجانبين يوم التروية ويوم عرفة ثم حبس في حبس المصريين بالجانب الغربي. «الطبري» : (١٣/٢٦- ٢٧) ، المطبعة الحسينية الطبعة الأولى.
والشاهد قول نقيب الطالبين أن الحسن العسكري لم يعقب، وأن بني هاشم ضجوا من دعوى ذلك المدعي.
(٣) القمي: «المقالات والفرق» : ص ١٠٢.
(٤) المسعودي: «مروج الذهب» : (٤/١٩٠) ، وانظر: «الصواعق المحرقة» : ص ١٦٨.
(٥) «المقالات والفرق» : ص ١٠٢.
(٦) المصدر السابق: ص ١٠٨، وانظر: الطوسي: «الغيبة» : ص ١٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>