للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وآخر هؤلاء النواب الأربعة هو «السيمري» ، وقد طور فكرة الغيبة: فبدلاً من أن تكون بيد واحد من الشيعة يزعم أنه يلتقي بالإِمام مباشرة أَعلن انقطاع الصلة المباشرة بالمهدي وقال: كل مجتهد شيعي هو نائب عن الإمام وأَخرج توقيعاً يقول: (أما الوقائع الحادثة فارجعوا فيها إِلى رواة حديثنا، فإِنهم حجتي عليكم وأَنا حجة الله) (١) .

وما ندري على وجه التأكيد لم قام السيمري بإعلان هذا "الانقطاع المباشر" مع الإِمام؟

قد يكون هذا من أَجل المحافظة على كيان فكرة الغيبة من الانهيار، فقد كثر المتنافسون على دعوى النيابة عن المهدي (٢) لما في ذلك من مكاسب مادية كبيرة وقام البعض منهم بفضح الآخر، فمثلاً يقول "الشلمغاني" (٣) - وهو أَحد مدعي النيابة عن المهدي الذين لا تعترف بهم الاثني عشرية - (ما دخلنا مع أبي القاسم الحسين بن روح "النائب الثالث للمهدي عند الاثني عشرية" إِلا


= الولادة - أي ولادة منتظرهم المزعومة - ثم ذكر أن: مدتها ثمان أو تسع وستون سنة إلا شهراً) «تنقيح المقال» : (١/١٨٩) . وفي كتاب «تاريخ الغيبة الصغرى» أَن مدتها سبعون سنة. محمد باقر الصدر: «تاريخ الغيبة» : ص٣٤٥.
(١) «الكافي» بشرحه «مرآة العقول» : (٤/٥٥) ، «إكمال الدين» : ص ٤٥١.
(٢) انظر «البحار» ، باب ذكر المذمومين الذين ادعوا البابية والسفارة كذباًُ وافتراء: (٥١/٢٦٧-٣٦٨) ، الطوسي: «الغيبة» : ص٢١٣.
(٣) محمد بن علي بن أَبي العزاقر الشلمغاني، ممن ادعى النيابة عن مهدي الروافض، ونسبت له مقالات ضالة كالقول بالتناسخ، وقال الطوسي: إِن له حكايات قبيحة وأُمور فظيعة ننزه كتابنا عن ذكرها. وقتل سنة ٣٢٣. الطوسي: «الغيبة» ، وفي «الكامل» ، و «البداية والنهاية» أَنه قتل سنة ٣٢٢هـ. انظر: «البداية والنهاية» : (١١/١٧٩) ، «الكامل» : (٨/٢٩٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>