كتاب مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

الفصل الأول: فيما يتصل بمذهب الشيعة - توطئة - ج: 2 - ص: 9

طي الكتمان وما ظهر منها يبرهن على إلحادهم، فكيف يمكن التقارب معهم، وهل دعوة التقارب منهم سوى محاولة لاكتساب صفة الشرعية والعمل على تسهيل مهمة الدعاة الباطنيين في الديار الإسلامية؟.

(ب) وإما زيدية، والزيدية إما جارودية فهي - رافضية إمامية - وإن تسمت بالزيدية - تكفر صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وترد مروياتهم، وأما الزيدية المعتدلة كالبترية، فهي من أقرب فرقة الشيعة إلى الاعتدال. وهي على ما بينّا ترجع لمصادر الأمة (ولذلك تجد القرب قائماً من غير محاولة تقريب) (١) .

ولهذا فإن "الرافضة" تطعن في الزيدية وتخرجهم من التشيع ما عدا فئة الجارودية من الزيدية - كما سبق (٢) - وهم لا يحتجون بروايات الزيدية. يقول الطوسي: (ورجال الزيدية وما يختصون بروايته

---

= وهبة" محاضرة في جمعية الشبان المسلمين بعنوان "محاضرة في الائتلاف تحت لواء الإسلام" أو "الجامعة الإسلامية وموقف الدروز منها" وطبعت عام ١٣٥٨هـ، وقدم له أحد الروافض "عبد الله العلايلي"، وزعم الدرزي في محاضرته (أن مذهب الدروز مذهب إسلامي له طريقته الخاصة في التفسير، وأن الدروز انبثقوا من الإسلام وبنوا تعاليمهم على القرآن الشريف) إلخ: (ص ٤٩- ٥٠) من المصدر المذكور.
وهذه طائفة النصيرية حاولت أن تمسك بدعوى التقارب والوحدة، فأصدر أحد رجالها رسالة بعنوان "إنما المؤمنون إخوة تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله" وطبعت في مطبعة الإرشاد باللاذقية عام ١٣٥٧هـ، إلى غيرهما من طوائف الباطنية. لقد حاولت هذه الطوائف الباطنية الكافرة أن ترفع شعار الإخوة والتقارب لتخدع المسلمين ولتضفي ستاراً على زندقتها ومؤامراتها ضد الإسلام والمسلمين. راجع (الإسماعيلية) : ص ١٣٤ من هذا البحث.
(١) أبو زهرة: «الإمام زيد» : ص ٤.
(٢) انظر: ص ١٥٥ من هذه الرسالة.